IMLebanon

أكياس الدهن… متى يجب علاجُها جراحياً؟

كتبت جنى جبّور في “الجمهورية”:

يقلق معظمنا عند ظهور اكياس الدهن على اجسامنا، وقد يربطها البعض بعوارض الإصابة بالسرطان، امّا البعض الآخر فيستخف بها محاولاً التخلص منها ببعض الطرق الشعبية. فهل يمكن أن تتحول هذه الأكياس الى سرطان؟ وكيف يمكن التعامل معها طبّياً؟

لا نقصد بالاكياس الدهنية النتوءات الصغيرة التي قد تظهر على الجلد، بل عن نموّ ورم داخل الجسم أو خارجه. هذه الحالة، تستدعي مراجعة الطبيب المختص وعدم الاستهتار بها، للحدّ من المضاعفات التي يمكن أن تواجه المريض.

وللتعرّف على تفاصيل اكياس الدهن، حاورت «الجمهورية» الجرّاح الدكتور محمد شفيق رمضان الذي قال إنّ «Lipoma»، هو ورم حميد، يصيب غالبية الناس دون ايّ سبب واضح، في حين يوجد مَن هم اكثر عرضة للاصابة بسبب العوامل الوراثية.

كذلك، يوجد بعض العوامل المحفّزة، ابرزها وجود بعض المتلازمات التي تساهم في ظهوره، البدانة، عدم ممارسة النشاط الرياضي، والعمر بين 40 والـ60 عاماً. ويمكن ان تَتكون اكياس الدهن داخل الجسم دون ظهورها للعين المجردة، الّا انّ الحالات الاكثر شيوعاً هي ظهورها تحت الجلد وبالتالي تكون واضحة على نظر المصاب. وتظهر بشكل خاص على البطن، وفي اعلى الظهر وعلى الكتفين، مع امكانية ظهورها في اماكن اخرى من الجسم».

                                                                     الدكتور محمد شفيق رمضان

هل الجراحة ضرورية؟

تظهر اكياس الدهن في معظم الاحوال دون أن ترافقها عوارض وحتّى الالم، ولكن من واجب كل شخص يلاحظ نموّ أيّ ورم في جسمه، التوجّه عند الاختصاصي، ويوضح د. رمضان أنّ «الطبيب يفحص الورم ليتأكد من خصائص هذا النمو، اي اذا كان يتحرك أو اذا كان صلباً، للتوصل الى تحديد نوعه وتأكيد التشخيص، الذي يبدأ من خلال الفحص السريري.

واذا رأى الطبيب المعالج انّ هناك حاجة للفحوصات الاضافية، عندها يوجّه المريض اليها، لا سيما الفحص بواسطة الصورة الصوتية أو من خلال التصوير بالرنين المغنطيسي، وذلك للتأكد من انّ الورم ليس خبيثاً.

على الاثر، يُفَضَل مراقبة نموّ الورم، فإذا كان سريعاً نخضع المريض الى الفحوصات الاضافية كاستخراج خزعة للزرع، واذا كان في الطبقة الداخلية من الجسم، ما يمكن ان يشكل خطراً على المريض، نضطر حينها الى استئصاله جراحياً للحدّ من المضاعفات على الاعضاء الداخلية للجسم.

بينما اذا كان نموّه مستقراً، ولا يرافقه الالم، فلا داعٍي لأيّ علاج. واشدّد على انه رغم انّ غالبية اكياس الدهن تكون غير خطيرة، الّا أنّ على المريض عدم تشخيص حالته بنفسه، بل ترك هذه المهمة لاصحاب الاختصاص، لإبعاد الخطر عنه».

الطرق الشعبية

بعد التأكد من التشخيص، لا تدعو اكياس الدهن الحميدة الموجودة تحت الجلد الى ايّ تدخّل جراحي لاستئصالها الّا في حال اراد المريض ذلك، لأسباب جمالية أو للاسباب التي ذكرناها آنفاً.

ويفسر د. رمضان أنه «لا يمكن لأكياس الدهن أن تزول من تلقاء نفسها، وننصح الجميع بالابتعاد عن الطرق الشعبية التي قد يعتمدونها للتخلص منها للحدّ من الالتهابات الناتجة عن هذه التصرفات. فالجراحة، هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن خلالها التخلّص من اكياس الدهن.

واشير الى أنّه بعد التخلص جراحياً من هذه الاكياس يمكن ان تعاود الظهور، لا سيما اذا كانت داخلية لانها قد تمنع الجراح من استئصالها كلياً، عكس وجودها على الطبقة الخارجية. كما انه في بعض الحالات، ينمو ورم قرب المكان القديم (حيث استئصل)، فيظنّ المريض أنها عاودت الظهور في النقطة نفسها».

صحيح، أنّ الارشادات الوقاية غير متوفرة في هذه الحالة، الّا أنّ د. رمضان ينصح «كل مَن يهتمّ بسلامته الشخصية مراجعة الاختصاصي عند ظهور ايّ ورم غريب في جسمه، داخلياً كان او خارجياً، لتشخيصه والتأكّد من نوعه وتحديد العلاج المناسب».