IMLebanon

لا تتردّدوا في تناول الفريز هذا الموسم!

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:

هل كنتم تعلمون أنّ فاكهة الفريز الحمراء والصغيرة الحجم تحتوي على كمية فيتامين C أكثر من الليمون؟ صحيحٌ أنّ من الشائع استخدام الفريز في مزيج الـ«Smoothie» أو إضافته إلى طبق الشوفان أو كوب اللبن أو سَلطة الخضار، لكنّ العديد من الأشخاص يجهلون منافعه الصحّية المُذهلة.

بدءاً من اليوم، حاولوا الإفادة قدر المستطاع من انتشار الفريز في السوبر ماركت ومتاجر الخضار والفاكهة لاستمداد فوائده الثمينة المُثبتة علمياً، والتي تطرّقت إليها أخيراً إختصاصية التغذية والمتحدثة باسم «Academy of Nutrition and Dietetics»، فاندانا شيث:

حماية القلب

بما أنّ الفريز غنيّ بالفيتامين C والألياف، وهو المزيج الجيّد لخفض الإجهاد التأكسدي، بإمكانه إذاً خفض خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان. فضلاً عن أنه مصدر جيّد للبوتاسيوم الذي تبيّن أنه يحمي القلب من المشكلات التي تُهدّده لقدرته على خفض معدل ضغط الدم.

الاستمتاع بالمأكولات المليئة بالبوتاسيوم، مع الحرص في الوقت ذاته على خفض جرعة الصوديوم المستهلكة، قد يساهمان في تقليص مخاطر السكتة الدماغية والضغط العالي. تناول الفريز قد يخفض أيضاً التعرّض لنوبة قلبية.

وجدت دراسة من هارفارد عام 2013 شملت نحو 100 ألف امرأة في مرحلتَي الشباب ومنتصف العمر أنّ استهلاك 3 حصص من الفريز على الأقل أسبوعياً قد قلّل خطر النوبة القلبية بنسبة 32 في المئة.

وإستناداً إلى الباحثين، فإنّ هذا التأثير يرجع إلى احتواء الفريز على مستويات عالية من مواد «Anthocyanins» المضادة للأكسدة.

كذلك أظهرت دراسة أخرى صدرت في «Journal of Nutrition» عام 2014 أنّ الأشخاص الذين حصلوا على 50 غ من الفريز المجفّف والمثلّج (أي نحو 3 أكواب) يومياً تمتعوا بمستويات كولسترول سيّئ (LDL) أقلّ بعد 12 أسبوعاً.

مقاومة السرطان

رُبط تناول فصيلة التوت بانتظام، بما فيها الفريز، بخفض خطر الإصابة بالسرطان خصوصاً في المريء والرئة، بحسب دراسات أُجريت على الحيوانات.

هذه النتيجة واعدة جداً ولكنها لا تزال مختلطة في الأبحاث البشرية. وقال العلماء إنّ الفريز قد صُنّف من بين أفضل 10 أنواع فاكهة تملك أعلى قدرة مضادة للأكسدة، وهذا الأمر قد يكون السبب الذي يُخوّله الوقاية من السرطان. فمضادات الأكسدة تحارب مركّبات الجذور الحرّة التي تسبّب مشكلات صحّية مُزمنة.

ضمان أمعاء سليمة

تؤدي الألياف دوراً أساساً في الحفاظ على صحّة الأمعاء من خلال تغذيتها بالبكتيريا الجيّدة. وبما أنّ كوباً من الفريز يؤمّن 3 غ من الألياف، يعني إذاً أنه مصدر ممتاز لتحقيق هذه الغاية.

لتعزيز جرعة الألياف المستهلكة، لا بدّ من تناول الحبوب الكاملة، والفاكهة، والخضار وبالتالي مكافحة الأمراض التي تُصيب الأمعاء مثل سرطان القولون والإمساك.

خفض النفخة

في حين أنّ ما من سبب وحيد للنفخة، إلّا أنّ المأكولات المليئة بالألياف والمياه، مثل الفريز، تعمل بشكل مضاد للغازات. وبما أنّ الفريز يُعدّ مصدراً جيداً للبوتاسيوم الذي يصدّ الصوديوم المُحفِّز للنفخة، فهو يستطيع أيضاً دعم التخلّص من المياه الزائدة في الجسم.

تعزيز المناعة

عندما تفكرون في الأطعمة الغنيّة بالفيتامين C، فإنّ الليمون هو أول ما يخطر في بالكم، لكنّ الفريز يحتوي بدوره على جرعات عالية من هذا المضاد للأكسدة ليؤمّن 100 في المئة من الاحتياجات اليومية في كوب واحد فقط من الفريز المقطّع.

المأكولات التي تتضمّن الكثير من الفيتامين C تساعد على دعم المناعة، خصوصاً خلال موسم نزلات البرد والإنفلونزا. لكن لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الأبحاث وجدت أنّ الفيتامين C لا يستطيع الوقاية من نزلات البرد، ولكنه قد يخفض حدّتها ومدّتها.

الحفاظ على دماغ صحّي

بيّنت دراسة صدرت في «Annals of Neurology» عام 2012 أنّ استهلاك الفريز بانتظام قد يُبطئ التدهور المعرفي لدى النساء الأكبر سنّاً، والفضل يرجع إلى المستويات العالية لمواد فلافونويد المضادة للإلتهاب. تملك مضادات الأكسدة تأثيراً في كل الأوعية الدموية، وتدفق الدم الصحّي هو أساسي لدماغ سليم وقويّ.

إرضاء الشهيّة على المذاق الحلو

بفضل مذاقه الحلو، وصف العلماء الفريز بـ«السكاكر الطبيعية». لكن وبعكس علبة السكاكر الصناعية، فإنّ حصّة من الفريز تؤمّن 3 غ من الألياف، الأمر الذي يساعد على إبقاء مستويات السكر في الدم مستقرّة وبالتالي يخفض الشعور بالعصبية نتيجة الجوع.

دعم خسارة الوزن

محتوى الفريز العالي بالألياف يساعد على التحكّم في الشهيّة، كما أنه قليل السعرات الحرارية. من خلال تزويد الجسم بنحو 150 كالوري، يُعتبر الفريز سناكاً مليئاً بالمغذيات والألياف التي تساعد على خسارة الوزن. وبما أنه قليل البروتينات، من الجيّد مزجه مع حصّة من البروتين أو الدهون الصحّية، مثل اللبن الكامل الدسم أو الجبنة القاسية، لزيادة فاعلية عامل الشبع.

الوقاية من العيوب الخلقية

خلال مرحلة الحمل، من الضروري الحصول على ما يكفي من حامض الفوليك الذي يساعد على الوقاية من العيوب الخلقية للأنبوب العصبي للجنين، واللافت أنّ الفريز يحتوي على هذا النوع من الفيتامينات B المعروف بالـB9. وبالنسبة إلى النساء اللواتي يرغبن بالحمل، فإنّ الفريز هو مصدر جيّد للفولات ويؤمّن 10 في المئة من الاحتياجات اليومية الموصى بها.

يُذكر أخيراً أنّ حصّة الفريز عبارة عن كوب من هذه الفاكهة المقطّعة، أو نحو 8 حبّات كاملة، وهي تحتوي فقط على 50 كالوري.

ولا بدّ من لفت الانتباه إلى أنّ تناول الفريز بأكمله لا يُشبه شرب عصيره. عند استخراج العصير، يتم انتزاع الألياف، وهذا يملك تأثيراً مختلفاً. فمن دون الألياف، يمكن لعصير الفريز أن يرفع مستويات السكر في الدم بدل ضمان استقرارها.