IMLebanon

سوبوتيتش: هذا ما واجهته مع لاعبي الرياضي…حقيقة الخطيب وتهديد 3 لاعبين!

للمرة الاولى عقب فشل منتخب لبنان في التأهل الى كأس العالم لكرة السلة، تحدث مدرب منتخب لبنان السابق سلوبودان سوبوتيتش عن اسباب الخسارة حيث فتح النار على احد “مسؤولي” النادي الرياضي.

في مستهل الحديث يقول سوبوتيتش: لقد تحدثت بعد المباراة حول بعض المواضيع الملّحة، ولم اكن ارغب بالتحدث مجددا، لكن من خلال متابعتي للاخبار عن بُعد عبر بعض اصدقائي في لبنان، اشعر بأنني أحتاج للإجابة عن بعض الاسئلة ونقاط الجدلية. وآمل ان تكون هذه المقابلة بمثابة مساعدة للإتحاد اللبناني واللاعبين والجميع لإعادة تصويب البوصلة، لانّ كرة السلة اللبنانية تستحق ان تكون في كأس العالم بالمستقبل القريب.

وأضاف سوبوتيتش: أولا، كنت انتَ أول من سألني كيف خلال مقابلة صحافية كيف ستستطيع التوفيق بين عدد من اللاعبين ومواجهة بعض الامور المسلكية. وقلت لك انني سأحاول قصارى جهدي وأعرف انّ هناك بعض المشاكل لكنني سأحاول معالجتها من خلال جمع هؤلاء اللاعبين وجعلهم يفكرون بطريقة جماعية كما هي الامور عادة في المنتخبات، لكنني أعترف انّني فشلت، وأتحمّل المسؤولية كاملة، لكن أوّد ان اقول بأنّ هناك العديد من الامور التي حصلت من اليوم الاول لإستلامي تدريب منتخب لبنان.

وتابع: سأتحدث عن هذا الامر للمرة الاولى منذ مغادرتي للرياضي، لانّ الرياضي يعطي دائماً لاعبين عديدين للمنتخب اللبناني. هناك شخص واحد كان بشكل مستمر يفكّر بأنني قاسٍ جداً مع اللاعبين، وكان يعتقد بأنه لا يجب ان اكون كذلك، بل ان اعطيهم الشجاعة والقوة لتخطي النادي والمدرب والجميع، وان أساهم في إعطائهم عقودا أكبر واموالا أكثر، لكنه لم يفهم انّ اللاعبين اصبحوا اليوم متحكمين ومسيطرين، واستفادوا من هذه الامور ليصبحوا اقوى من الجميع. لا الوم اللاعبين على هذا الامر، فلو كنت في نفس الموقف، كنت لأفعل الامر نفسه ربما. لكن هذه الامور صنعت ازمة كبيرة  وهؤلاء اللاعبون أتوا الى منتخب لبنان وهم على علاقة سيئة، وصنعوا اجواء مشحونة داخل المنتخب. وبالتالي كان الامر صعبا جدا عليّ لضبطه، وتحدثت عن الامر بعد النافذة الخامسة والخسارة امام كوريا والصين، تحدثت عن الامور المسلكية وانّ الامر كان صعبا جداً عليّ. حاولت ان اكون ودّياً معهم وسعيت لنسيان كل الامور التي حصلت في الماضي وان اعطيهم اوقاتا كبيرة على ارض الملعب وحرية إضافية لانني اردت ان اتأهل الى كأس العالم لكن لسوء الحظ لم تسر الامور على نحو جيد، وهذا لا يعني انّهم لاعبون او اشخاص غير جيدين، لكن هذه الاجواء انتقلت معهم من النادي الى المنتخب.

وأردف سوبوتيتش: نعم انا اتحمل المسؤولية لكن من جهة اخرى، عندما بدأنا التحضيرات في آب الماضي، كان لدينا اكثر من شهر للتحضير وحضر معظم اللاعبين بجهوزية تصل الى 80 في المئة، وآنذاك لم يأتوا من انديتهم، بل من عطلاتهم وتمتعوا بعقلية هادئة ولم يتأثروا بأي امور خارجية ونجحنا حينها في تقديم مباراتين رائعتين امام الصين ونيوزيلندا، وكنت على يقين اننا نملك قدرات كبيرة للتأهل الى كأس العالم.

وتابع: لكن في النافذة الخامسة والسادسة، وتحديدا السادسة، حاول الإتحاد ان يمنع اللاعبين الثمانية المعنيين من الذهاب مع انديتهم الى بطولة دبي، لكن تحت وطأة ضغط الاندية، سمح الإتحاد للاعبين بالذهاب، فلم نحصل سوى على سبع حصص تدريبية بالتشكيلة الكاملة ومباراتين وديتين فقط للنافذة السادسة المهمة جدا وهو امر غير مقبول ابدا خصوصا انّ الشانفيل أرسل ايضا احمد إبراهيم الى الولايات المتحدة فأصبحنا نتحضر بأربعة لاعبين فقط من اصل 12 الموجودين في التشكيلة الاساسية، فاستدعيت بعض اللاعبين الشبان للتعويض واعترف انني كنت سعيدا جدا بالعمل معهم. لكن بعد عودتهم من دبي كانوا يحتاجون ليومين من الراحة لانهم قالوا لي انهم مرهقون جدا ولا يستطيعون التدرب مباشرة. لكن سبعة ايام هي مهلة قصيرة جدا للتحضير لهاتين المباراتين من اجل التغلب على نيوزيلندا وكوريا. لن ألوم اللاعبين مجددا لكن ألوم شخصاً واحدا من إدارة هذا النادي – الذي يمنح دائما غالبية اللاعبين للمنتخب-  وبات هذا الشخص في سدة المسؤولية بالنادي المعني. لكنه لن يفهم ابدا حقيقة الخطأ الذي يرتكبه. عندما جئت الى النادي كان هناك “شخصيات كبرى” كإسماعيل احمد وجو فوغل وعلي محمود وجان عبدالنور ولم نر ابداً هذه الإشكالات. ولم يحصل اي إشكال مع هؤلاء اللاعبين، وسمعت في هذا المجال البعض يقول لماذا استعان الإتحاد بسوبوتيتش وهو على خلاف مع لاعبي الرياضي. مع مَن دخلت في إشكال من لاعبي الرياضي؟ عندما بدأ بعض اللاعبين في البروز بالرياضي، منحتهم كل الثقة والقوة، وكنت اظن انهم سيبقون تحت سلطة المدرب والنادي، لكن هؤلاء الاشخاص لم يفهموا هذا الامر وما زالوا على هذا النحو، وعندما توليت المسؤولية قال لي بعض المسؤولين انّنا نواجه دائما بعض المشاكل المسلكية مع لاعبي هذا النادي لانهم لا يستمعون او ينصتون لما نقوله. ومرّ من قبلي العديد من المدربين كباتريك سابا والعديد من اللاعبين، ولطالما واجهوا مشاكل مع بعض اللاعبين كأحمد إبراهيم وعلي حيدر وغيرهما. اما اليوم فالجميع يقول انّ هؤلاء اللاعبين لم يدخلوا في إشكال سوى معي وهذا امر عار عن الصحة.

وعن موضوع فادي الخطيب قال سوبوتيتش: عندما توليت تدريب منتخب لبنان، علمت انّ فادي الخطيب اعتزل دولياً، وانه لا يريد اللعب من جديد مع المنتخب بعد كأس آسيا 2017. ومنذ ان استلمت تدريب المنتخب، رأيته على الاقل 10 مرات، وتحدثنا بشكل مستمر، دائما في ظل إنفتاح كبير، ولم يذكر ابدا لي انه يريد العودة الى المنتخب. وعندما بدأت الشائعات تنتشر عن إمكانية عودة الخطيب، أبلغني ثلاثة لاعبين انّه في حال عودة فادي الخطيب فلن نلعب مع المنتخب وسندّعي اننا مصابون. وكما سمعت في الايام الماضية، قام إثنان من هؤلاء اللاعبين بالإتصال بالخطيب بعد النافذة السادسة وقالوا له انه لو كنت معنا لكنا تأهلنا الى كأس العالم. الامر نفسه واجهته في الرياضي وأبلغت هذا الامر للإدارة ويجب ان نعالج الامر، لكنّ الإدارة تجاهلته ومع نهاية الموسم فسخوا العقد مع فادي الخطيب وظهرت بأنني لا اريد الخطيب وهو امر لم يكن صحيحا على الإطلاق، والامر نفسه تكرر الآن مع المنتخب.

واضاف: انا مدرب لا اتحدث ابدا ضد اللاعبين ، اقول لك مجددا لو كنت مكان اللاعبين لكنت قمت بالامر نفسه. لو منحني احدا القوة والمال فلن أتردد وهم فعلوا الامر نفسه. لكن هؤلاء الاشخاص لا يفهمون ان فعلتهم تقتل الفريق والمدرب والسلوك في اي فريق يلعبون فيه. إنهم لاعبون جيدون لكن لا تستطيع السيطرة عليهم إطلاقا. ولماذا خلال هذه الفترة كلها لم يحصل اي إشكال بيني وبين جان عبدالنور مثلاً؟

وتابع: كما قلت في مقابلة سابقة، يملك لبنان جيلا واعدا جداً ولو اردت ان امنح نصيحة الى الإتحاد، فسوف أبقي على ستة لاعبين من الفريق الحالي وسأجلب ستة لاعبين جدد، وسأحضر مدربا شابا ومحترفا ويملك رؤية سبق ان عملت معه وهو مروان خليل، مع العلم انّه لم يكن قراري ان ابعده عن الجهاز الفني. يملك لبنان قدرات عالية لكن هذه العقلية يجب ان تتغيّر وإذا بقيت هذه الاجواء المسمومة فلن يحقق منتخب لبنان اي نتيجة. أمل ان تساعد هذه النتيجة على البناء من جديد والنظر الى اخطاء الماضي والبناء نحو المستقبل. هناك ضرورة للخروج من عقلية الفضائح والتسريب وترك المدرب يتحدث الى اللاعبين ويعمل بعيدا عن الشحن والابتعاد عن السوشيل ميديا في كل شاردة وواردة وعدم ترك الاندية تؤثر في كل النواحي. فليتذكر الجميع ان منتخب لبنان فشل ايضا في كأس آسيا 2017 رغم وحود فادي الخطيب ولاعب اجنبي وامام 8 آلاف مشجّع.

وردا على سؤالنا حول أسباب عدم فرضه للقرارات التي يراها ملائمة لمنتخب لبنان من اجل التأهل أجاب سوبوتيتش: إنه سؤال جيد، لقد تحدثنا عن هذه الامور، وانه هناك ضرورة لمعاقبة بعض اللاعبين، لكن بعد ضغط احد النوادي طُلب منا فتح صفحة جديدة لانّ هناك فرصة كبيرة للتأهل الى كأس العالم ولا يريدون مشاكل في هذه الفترة. لكن مع الاسف الامور تكرّرت والعلاقة بني اللاعبين كانت سيئة للغاية وحاولت ان اجمع هؤلاء اللاعبين حول هدف واحد وهو التأهل الى كأس العالم.

وختم سوبوتيتش بتوجيه تحية الى المدرب غسان سركيس قائلاً: “لو كان لديّ من قبل إحترام للمدرب غسان سركيس بنسبة 10 في المئة فالآن لديه إحترام له بنسبة ألف بالمئة. لقد قال الحقيقة وقال انّ لا تصرفوا النظر عن الحقيقة الفعلية بتحميل المدرب المسؤولية الكاملة”.

حاوره دانيال عبود