IMLebanon

هل تحرق نيران كباش “الأزرق”- “البرتقالي” التسوية؟

لم تتأخر الأحداث التي سجلتها الساحة المحلية منذ ما بعد جلسات الثقة في التأكيد أن محاربة الفساد تعد شعارا يراد منه أولا تصفية الحسابات السياسية القديمة، والتي ليس في الأفق ما يؤشر إلى أن حبر التسويات والاتفاقات العريضة نجحت في محو آثارها.

ففيما كانت الجولة الأولى من الكباش بين “حزب الله” وتيار “المستقبل” عبر رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة قد أثارت تساؤلات حول موقف “التيار الوطني الحر” من السجال بين حليفيه، دخل التيار البرتقالي على الخط بقوة، خصوصا أنه واجه اتهامات بالتخلي عن كتاب “الإبراء المستحيل”، وهو الذي يعد قمة المواجهة المفتوحة السياسية – المالية بين الرابية والحريرية السياسية، فرد بلسان المحطة الناطقة باسمه. ولم يتأخر الرد الأزرق، بل ذهب بعيدا.

لكن، أبعد من الرد والرد المضاد، لا أحد يشك في أن من شأن رفع سقوف بلغ هذا الحد بين طرفين سياسيين أن يطرح تساؤلات مشروعة حول مستقبل تفاهمهما وقدرته على الصمود. ذلك أن كثيرا من المراقبين يعتبرون أن وراء حملة “حزب الله” على الفساد استهدافا مباشرا للحريرية السياسية التي يعد السنيورة أحد أهم أركانها. في المقابل، نجح رئيس الحكومة السابق في شد العصب السيادي حوله، بدليل حجم مشاركة أركان حركة 14 آذار في مؤتمره الصحافي. غير أن الأهم يبقى في فحوى الرسالة التي أراد الحريري توجيهها إلى “التيار الوطني الحر”: “لا تنازلات سيادية لمصلحة التسوية الرئاسية”.

غير أن “التيار الوطني الحر” لا يقارب الأمور من هذا المنطلق، بل يحاول حصر الكباش في بعده الإعلامي المرتبط بموقف معين أتى الرد عليه إعلاميا، لتقف الأمور عند هذا الحد. وفي هذا السياق، أكدت مصادر تكتل “لبنان القوي”، لـ”المركزية”، أن “التيار لا يريد الغوص في سجالات سياسية وإعلامية لا طائل منها، لأننا نعتبر أن الملف (مكافحة الفساد) ليس مجرد وجهة نظر وقد انتقل اليوم إلى القضاء المختص”، معتبرةً أن “الدخول في سجال عقيم حول المؤتمر الصحافي للرئيس السنيورة لا يقدم ولا يؤخر”.

وعن انعكاسات الكباش الإعلامي على مفاعيل التسوية الرئاسية في ضوء الدفاع “الأزرق” الشرس، وإن كان موقعا، عن السنيورة، باعتباره أحد أهم وجوه الحريرية السياسية، أشارت المصادر إلى “أننا لن ننقل الملف إلى حلبة الصراعات والتصريحات”، مشددةً على أن “مجلس النواب سيدرس بالأرقام الملف المالي ليبن على الشيء مقتضاه”.

وفي ما يتعلق بالكلام عن أن السنيورة هو الطائفة السنية، حذّرت المصادر من أن “هذا الأمر قد يرتد سلبا على تيار “المستقبل” في المرحلة اللاحقة”، مؤكدةً أن “أحدا لن يسكت عن الأخطاء إذا وجدت”، مشيرةً إلى أن “ليس صحيحا أن التسوية الرئاسية تمحو كل الخلافات، لكنها ليست مهددة”.