IMLebanon

كيف سيحمي لبنان نفطه من خطر اسرائيل؟

كتب خليل فليحان في صحيفة “الشرق الأوسط”:

تستكمل الاتصالات بين لبنان وروسيا للتحضير للزيارة الرسمية التي سيقوم بها رئيس الجمهورية ميشال عون، إلى موسكو، في 25 من الشهر الحالي، حسب ما اتفق عليه، تلبيةً لدعوة رسمية كان تلقاها من الرئيس فلاديمير بوتين، الذي سيستقبل عون في اليوم التالي لوصوله.

وبعدما كان السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبكين، قد التقى يوم الاثنين وزير الخارجية جبران باسيل، عقد اجتماعاً أمس مع رئيس الجمهورية ميشال عون للبحث في جدول أعمال الزيارة.

وقالت مصادر شاركت في اللقاءين، إن زاسبكين حرص على تدوين ما يريد الرئيس عون مناقشته مع الرئيس بوتين، وهو ما ينقسم إلى محورين؛ الأول تفعيل أعمال اللجنة المشتركة اللبنانية الروسية لمعالجة قضية النازحين السوريين لجهة إعادتهم الآمنة إلى سوريا آملاً أن تنتج عن لقائه مع بوتين آلية بتوقيت زمني وتمويل محدد بعيداً عن أي عقبات.

أما الموضوع، الثاني الذي سيكون محوراً أساسياً في اللقاءات، فهو التعاون في مجال الطاقة، حيث إن شركة روسية ستنقب عن النفط في اتفاقية هي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات بين البلدين، وسيكون مطلب عون في هذا الإطار التأكيد على حماية حق لبنان في حصته في «البلوك 9» المليء بالغاز الطبيعي، وعدم مصادرة إسرائيل لجزء منه.

وبالنسبة إلى موعد الزيارة النهائي، تم الاتفاق على أن يصل الرئيس اللبناني إلى موسكو في 25 مارس (آذار) الحالي، ويلتقي الرئيس الروسي في الـ26 منه، وذلك بعدما كان قد طلب عون تبديل الموعد لقربه من موعد القمة العربية الدورية السنوية في تونس في 30 مارس التي سيشارك فيها رئيس الجمهورية على رأس الوفد اللبناني.

في الإطار نفسه، أوضحت مصادر في وزارة الخارجية لـ«الشرق الأوسط»، «أن باسيل أبلغ زاسبكين الأفكار التي يهم الوفد اللبناني مناقشتها، وأهمها تفعيل المبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين إلى ديارهم بشكل مضمون وآمن، وفق أجندة زمنية، وآلية لنقلهم، وتحديد وسائل النقل، وإيصال العائلات إلى منازلهم وإلى بلداتهم، وتوفير الحماية لهم والمسكن».

هذا الأمر أكد عليه أيضاً مصدر دبلوماسي لبناني، مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن رئيس الجمهورية يأمل خلال القمة التي سيعقدها مع بوتين في وضع برنامج عملي لإعادة النازحين السوريين إلى ديارهم بوتيرة مكفولة ووفق أجندة، لأن لبنان عوّل على المبادرة الروسية وتبنتها الحكومة في بيانها الوزاري.

وتوقعت المصادر أن النظام السوري سيكون ملزماً بالقبول بما سينتج عن لقاء الرئيسين، خصوصاً أن موسكو لم توقف التفاوض مع دمشق حول الإجراءات العملانية لعودة النازحين إلى بلداتهم، ومحاولة حل قضاياهم من إعفائهم من الخدمة الإجبارية، وترميم المنازل المتهدمة، وغيرها من القضايا التي لا تزال تحول دون عودتهم.

كذلك ستكون العلاقات الثنائية موضع بحث وأهمية العمل على تقويتها، وتوسيع أوجه التعاون بين روسيا ولبنان، لا سيما في مجال حقوق التنقيب عن النفط والغاز في الحقول البحرية، إضافة إلى اتفاقية تعاون عسكري تقني مع روسيا، وغيرها من الاتفاقيات القديمة، وتلك التي يتم العمل عليها، وتشمل التبادل الثقافي ومكافحة تهريب المخدرات وغيرها من القضايا.