IMLebanon

5 خطوات ضرورية يجب ان يقوم بها إتحاد كرة السلة بعد فشل منتخب لبنان

لا شك انّ عدم التأهل الى كأس العالم شكّل نكسة كبيرة لكرة السلة اللبنانية وغيّب منتخب لبنان مرة جديدة عن كأس العالم، على خلاف كل التوقعات التي كانت تظن انّ خطف إحدى البطاقات السبع لقارة آسيا سيكون في متناول اليد.

أعقب إخفاق منتخب لبنان تحميل مسؤوليات وقذف إتهامات يميناً ويساراً، فضاعت البوصلة، لكن ماذا ينتظر المنتخب اللبناني في القادم من الايام؟

الامر الاساس يتطلب وضع إستراتيجية عمل وإعداد منظومة جديدة تعيد الاعتبار لمصلحة المنتخب فوق كل إعتبار مهما علا شأن ضغط الاندية او اللاعبين، فعندما كان منتخب لبنان بعيدا عن ضغوطات الاندية واللاعبين والإعلام حقّق نتائج جيدة قبل العام 2007. وعندما بدأ الدوري اللبناني في التطوّر ودخل اليه عامل المال اختلفت الامور كلّها في مقابل مصلحة المنتخب. وعلى هذا الاساس، يجب وضع إستراتيجية طويلة الامد، عنوانها تصفيات كأس العالم 2023 وما بعد. يجب ان ترتكز هذه الإستراتيجية على أولاً (الجهاز الفني ونوعيته – يفضّل مدرب شاب ذو خلفية قابلة للعمل بكثافة وإنتاجية عالية) – ثمّ ثانياً اللاعبين (نوعية اللاعبين – يفضّل البدء في التركيز على اللاعبين بين 17 و21 عاماً مع تدعيمهم بلاعبي خبرة) وثالثاً (اللاعب المجنّس وهنا بيت القصيد لانّ التجربة الاخيرة اظهرت انّ منتخب لبنان يحتاج للاعب مجنّس من سوية عالية ويحتاج لموازنة، وهنا ينبغي العمل على لاعب في المركزين 4 و5 يستطيع سد الثغرة الهجومية ويكون جيداً من الناحية الدفاعية) فالفليبين يختلف مستواها جدا بوجود اندريه بلاتشي من عدمه، وكذلك كوريا الجنوبية التي شكّل وجود ريكاردو راتليف عنصر قوة لا يُستهان به ابداً. ورابعاً برنامج الإعداد حيث إنّ منتخب لبنان بالكاد يخوض بضع مباريات عبر الموسم، فيما انّ المطلوب من الآن وصاعدا تكثيف المشاركات كدورة جونز كاب في الصيف وبطولات اخرى كالملك عبدالله إن نظمت او سواها من دورات يمكن تأمينها في أوروبا او سواها، ففي السابق كانت كل البطولات غير مهمة بالنسبة للإتحادات السابقة، إلا بطولة آسيا المؤهلة الى كأس العالم!!!! مما جعل من اللاعبين اللبنانيين يفتقدون للإحتكاك وافقد ايضا الجهاز الفني فرصة إختبار اللاعبين وإقامة تجارب فنية. خامساً، يجب وضع اهداف واضحة، تُخفف العبء عن منتخب لبنان في المرحلة المقبلة وأن لا تُطلب منه نتائج فوق العادة، خصوصا إذا جرى الإعتماد على لاعبين صغار، والبدء بإفهام الرأي العام انّ منتخب لبنان في مرحلة إنتقالية الى حين وصوله للإختبارات الرسمية.

الوضع صعب من دون ادنى شك لانّ الجيل الحالي الذي كان توضع عليه آمال كبيرة أظهر انه تعيبه ثغرات كبيرة في الروح الجماعية وروح الفريق، فضلا عن نقاط ضعف كبيرة في الهجوم والحسّ القيادي. وينبغي العمل على سد الثغرات الفنية من جهة، والعمل على إستراتيجية كبرى من جهة اخرى. فالعمل على منتخبات ما دون 18 عاماً سيكون اساسيا، وتشكيل منتخب ما دون 14 عاماً لا يقلّ أهمية وذلك للعمل على الصغار من صغرهم.

لا شك انّ هذه الامور تحتاج الى موازنات كبرى وستضع حملا كبيرا على إتحاد اللعبة الذي يحاول وضع الاصبع على الجرح، وقد ظهر ذلك جليا في كلام رئيس الإتحاد أكرم حلبي خلال مؤتمره الصحافي، وبالتالي كل التعويل على مرحلة تأسيسية حقيقية في القادم من الايام.