IMLebanon

الطفيلي: “الحزب” غير جدي في مكافحة الفساد

اعتبر الامين العام السابق لـ”حزب الله” الشيخ صبحي الطفيلي “ان كل الصيغ الإعلامية التي تحدث فيها الحزب عن مكافحة الفساد لم تحمل في طياتها اي جدّية، ‏حيث كان دائما يُغلّف حديثه بلغة التفاهم مع قيادات الفاسدين، والمعروف ان هذه القيادات هي ام الفساد والإفساد. فكيف تقود الصلاح والإصلاح”؟

‏وسأل في تصريح لـ”المركزية” “كيف يتحوّل الداعم الأساسي للفساد منذ العام 1992 وحتى العام 2005، وراعي الفساد الأول منذ رحيل السوريين عن لبنان والحاكم الفعلي في زمان وباء الفساد اليوم، كيف يتحوّل إلى محارب للفساد؟ هذا ما لا يصدقه عاقل”.

‏واشار الى “ان فتح ملف الأحد عشر مليار ‏دولار دون غيره امام القضاء، وإغفال الوباء الفعلي المنتشر لفساد الحلفاء والأعوان اليوم، دليل الى ان الهدف من رفع راية محاربة الفساد استكمال للصراع مع الخصوم السنّة في الداخل والخارج، وهذا يؤشر الى الإصرار على الإفساد وإفقار الناس وليس على الإصلاح”.

من جهة اخرى، ورداً على سؤال عن قراءته لحركة الزوّار الدبلوماسيين الغربيين في اتّجاه بيروت اخرها المُنتظرة لوزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو في منتصف آذار، وهل تأتي في سياق تضييق الخناق حول إيران ومعها حزب الله، قال الطفيلي “لم تعرف سياسة البيت الأبيض منذ دخول الرئيس دونالد ترامب إليه سوى إضرام نار الفتن، وإشعال الحرائق في المنطقة. وزيارة بومبيو إلى لبنان لن تخرج عن السياق العام لسياسة سيد البيت الأبيض المعهودة”.

وفي وقت يزداد التصعيد بين الولايات المتحدة الاميركية والجمهورية الاسلامية بعد خروج ادارة ترامب من الاتّفاق النووي وما تبعه من اطلاق رُزم عقوبات اقتصادية ضد ايران واذرعها العسكرية في المنطقة، ذكّر الامين العام السابق لـ”حزب الله” “بأن التمدد الإيراني في المنطقة سابقاً لم يحدث من دون دعم ومباركة اميركية وهذا ليس بسر، ووزير الخارجية الايراني السابق اقرّ بذلك”، معدداً الأسباب التي دفعت الأميركيين الى فتح المجال امام التمدد الإيراني في المنطقة، منها الابقاء على حالة التخويف لدى دول المنطقة من سياسات ايران، وتصريحات الرئيس الاميركي في هذا الشأن اكبر دليل”.

وبالعودة الى المُنتظر لبنانياً من الاجندة الاميركية في المنطقة، اعتبر الطفيلي “ان حاجة الولايات المتحدة لحماية الحدود الشمالية للكيان الصهيوني، ملحة اليوم اكثر من الماضي، ولا اعتقد ان الأميركي سيُفرّط بدور “حزب الله” في هذه الحماية، على الأقل في الوقت الحاضر”.

ولفت الى “ان من ينتظر الفرج من اللبنانيين عن طريق الولايات المتحدة سينتظر طويلا، وعلى اي حال لن تكون نهاية خدمة “حزب الله” للصهاينة لصالح الإستقرار الداخلي في لبنان”.

وتطرّق الطفيلي الى الشأن السوري ومشاركة “حزب الله” في الحرب، فاعتبر “ان من الغباء الإعتقاد ان إيران بعد كل التضحيات والخسائر في الارواح والأموال في سوريا وغيرها، ان تفكّر بسحب قواتها وحلفائها من سوريا او غيرها، بل على العكس هي تسعى بكل الوسائل لتثبيت هذا الوجود وإضرام النار بكل ما يُهدد وجودها، وهي تستخدم ما يسوغ وما لا يسوغ للبقاء، تماماً كما فعل ويفعل الغرب في بلداننا العربية”.