IMLebanon

عودة دمشق إلى “الجامعة العربية” بشرطين: رضوخ الأسد وخروج إيران!

بوضوح مطلق، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، على مسامع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وخلال مؤتمر صحافي عقداه في الرياض الاثنين، أن “من المبكر الحديث عن فتح سفارة السعودية في سوريا”، معلنا أن “إعادة فتح السفارة مرتبط بتطور العملية السياسية”، ومشيرا إلى أن “بلاده تنتظر نهاية الحرب للمساعدة في إعادة بناء سوريا”.

كما رأى الجبير أن “من السابق لأوانه إعادة سوريا إلى عضوية جامعة الدول العربية”، قائلا “إعادة سوريا للجامعة العربية مرتبطة بالتقدم الذي يتم إحرازه في العملية السياسية، وأعتقد أن الموضوع مازال مبكرا وهذه وجهة نظر الجامعة العربية بشكل عام”.

من جهته، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في ختام الدورة الـ151 لمجلس الجامعة العربية في القاهرة، أن “موضوع مشاركة سوريا المحتملة في القمة العربية المقبلة في تونس “لم يطرح على الإطلاق”. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية الصومال، التي ترأس الدورة، أحمد عيسى عوض، إن “جرى الإعداد لقمة تونس المقرر عقدها نهاية شهر آذار الجاري بتنسيق وتعاون وتفاهم مع الجميع”، مضيفا “هذا الموضوع (مشاركة سوريا) لم يطرح على الإطلاق سواء في شكل وثيقة أو مستند في الاجتماع، وكل ما طرح في شأن سوريا هو في إطار مساعدة الشعب السوري، وهناك قرار تم اعتماده من جانب وزراء الخارجية في هذا الإطار”.

انطلاقا من هنا، تشير مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ”المركزية”، إلى أن “لا يزال مبكرا الحديث عن عودة قريبة لسوريا إلى الحضن العربي”، لافتة إلى أن “مشاركة وفد برلماني سوري في أعمال الملتقى البرلماني العربي في الأردن، الأسبوع الماضي، للمرة الأولى منذ تعليق عضوية دمشق في الجامعة العربية، وإن رأى فيها محللون سياسيون قريبون من المحور الإيراني – السوري في المنطقة، دليلا إلى انعطافة وشيكة في الموقف العربي تجاه سوريا، ستبقى تداعياتها محصورة في وقتها وزمانها”.

وتذكّر بأن الجامعة العربية كانت اتخذت قراراً في 12 تشرين الثاني 2011، بعد نحو 8 أشهر من بدء الاضطرابات في سوريا بتعليق عضوية سوريا مع فرض عقوبات سياسية واقتصادية على دمشق، مطالبة الجيش السوري بـ”عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين المناهضين للنظام”، تقول المصادر إن “موافقة الجامعة ودولها على التطبيع مجددا مع دمشق، لم يعد مرتبطا بوقف تصعيد النظام بل بات يتطلب أيضا فكّ دمشق ارتباطها العضوي بإيران وخروج القوات الإيرانية والفصائل الموالية للجمهورية الإسلامية أيضا، من سوريا.

وفي وقت أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا أن “دول الغرب تحاول بشتى الطرق عدم السماح بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية”، وقالت في إحاطة إعلامية، ردا على سؤال حول ما يعوق عودة سوريا إلى الجامعة “أعتقد أنه شيء واحد فقط، إنها محاولة شركائنا الغربيين الذين يشكلون تحالفا، عدم السماح بوقوع ما سيكون فشلا جديدا لسياساتهم في المنطقة، وبشتى الطرق”، تلفت المصادر إلى أن هذا الموقف العربي – الغربي المشترك يأتي في سياق تكثيف الضغوط على النظام لحثّه على الرضوخ لشروط التسوية السياسية التي من المستحيل أن تبصر النور قبل ابتعاده عن إيران سياسيا وعسكريا وانسحابها من سوريا.