IMLebanon

مؤتمر بروكسل من “نعمة” الى “نقمة”.. وخشية من استغلاله لتعويم دمشق!

عشية انتقال الوفد اللبناني الرسمي الى مؤتمر “بروكسل 3″ المقرر عقده في 13 و14 آذار الحالي، والمخصص لبحث ملف النزوح السوري بتشعّباته عموما، وتداعياته الاقتصادية و”الإنمائية” الثقيلة على الدول المضيفة، خصوصا، بدا ان المحطّة الدولية هذه- وبدل ان تكون “نعمة” يتطلّع لبنان اليها وينتظرها بـ”شغف” من عام الى آخر، كي ترفده بجرعات دعم تساعده على الصمود في وجه التحدي الابرز الذي يواجهه وهو أكثر الدول معاناةً من النزوح السوري- استحالت “نقمة” حقيقية عليه، ستفاقم وضعَه الهش هشاشةً بفعل التباينات السياسية التكتية والاستراتيجية، بين الجالسين داخل قمرة قيادته.

فوفق ما تقول مصادر سياسية “سيادية” لـ”المركزية”، كان الرئيس سعد الحريري يسعى الى تظهير موقف لبناني موحّد من ملف النازحين وكيفية التعاطي معه وحلّه، أمام المجتمع الدولي، من خلال تشكيله وفدا رسميا “منسجمًا”، يتكلّم بلسان واحد عن القضية الشائكة هذه، الى المؤتمر العتيد.

وهو في الواقع، وخلافا لكل الأجواء السلبية “التهويلية”، التي حاول بعض اركان “الممانعة” السياسية والاعلامية، إشاعتها، كان سيتحرك في بلجيكا، وفق خط بياني واحد رسمه البيان الوزاري لحكومة “الى العمل” بشكل واضح، لا أكثر ولا أقلّ، ويقول حرفيا “إذ تؤكد الحكومة التزامها مواصلة العمل مع المجتمع الدولي لمواجهة أعباء النزوح السوري واحترام المواثيق الدولية، فإن الدولة تشير الى أنها لم تعد تستطيع وحدها تحمل هذا العبء الذي أصبح ضاغطاً على وضعها الاجتماعي والاقتصادي والبنيوي بعد أن وصل عدد النازحين الى أكثر من ثلث مجموع سكان لبنان.

لهذا فإن المجتمع الدولي مُطالب أن يتحمل مسؤوليته تجاه التداعيات التي أصابت شرايين الخدمات والبنى التحتية من كهرباء وماء وطرقات ومدارس ومستشفيات وغيرها التي لم تعد تستوعب، والوفاء بالتزاماته التي أعلن عنها في المؤتمرات المتلاحقة خصوصاً فيما يخص دعم وتطوير هذه البنى. تعتبر الحكومة أن الحل الوحيد لأزمة النازحين هو بعودتهم الآمنة الى بلدهم ورفض أي شكل من أشكال اندماجهم أو إدماجهم في المجتمعات المضيفة والحرص على أن تكون هذه المسألة مطروحة على رأس قائمة الاقتراحات والحلول للأزمة السورية”.

غير ان الضجة التي أثيرت حول استبعاد وزير شؤون النازحين صالح الغريب، أفشلت مسعاه لـ”ترقيع” الازدواج الحكومي، ودفعته الى إعادة النظر في تركيبة الوفد- تفاديا لتوسيع الشرخ السياسي في الداخل واصابة التضامن الوزاري المتهاوي، بضربة قد تكون قاضية. غير ان الخشية كبيرة، تتابع المصادر، من ان يكون ضم الغريب الى الوفد، من جهة، مصدرَ “متاعب” لبيروت امام الدول المانحة، والا يتمكّن أيضا من المساهمة في احتواء كباش سياسي محلي قديم –جديد حول النزوح، من جهة أخرى!

فوفق المصادر، تتعارض مقاربة ملف النازحين التي يحملها الغريب مع التوجّه الدولي العام في هذا الشأن، ونظرة الوزير لكيفية اعادة النازحين عمودُها الفقري “تفعيل دور النظام السوري وتزخيم التنسيق بين بيروت ودمشق لتحقيق هذا الهدف”، بدليل ان اول خطوة قام بها غداة تسلّمه مهامه، كانت زيارة الشام.

واذا كان “غسيل” الاختلاف اللبناني- اللبناني ازاء تصرّفه هذا، سيُنشَر هذه المرة على “سطوح” بروكسيل، بما سيقلّص حتما حجم الالتفاف والتعاطف الدوليين مع بيروت، فإن المصادر تعرب عن أملها في ان تقتصر الاضرار على هذه “الفداحة”، وألا يعمل بعض افراد الوفد على استغلال وجودهم في الحدث “الدولي” هذا، لتقديم خدمات اضافية “مجانية” لحليفهم النظام السوري، على حساب المصلحة الوطنية العليا!