IMLebanon

فرعية طرابلس: خصوم الحريري خطان متوازيان لا يتحالفان!

على غير ما اعتقد بعض المتفائلين، لن يترك خصوم تيار “المستقبل” في الشارع الطرابلسي فرصة ذهبية بحجم الانتخابات النيابية الفرعية، المقرر إجراؤها مبدئيا في 14 نيسان المقبل، تمر مرور الكرام. بل إنهم ماضون في إعداد العدة استعدادا للمعركة. كيف لا وقد خرج بعضهم من حلبة الصراع الحكومي مسجلا هدفا شعبيا ثمينا في مرمى الرئيس سعد الحريري. بتعبير آخر، لن تتمكن النائبة السابقة ديما جمالي من العودة بسهولة إلى مقعدها النيابي الذي خسرته بفعل الطعن المقدم من المرشح الخاسر طه ناجي، الذي خاض الانتخابات النيابية الأخيرة متحالفا مع النائب فيصل كرامي.

وإذا كانت موازين القوى وحسابات الربح والخسارة السياسية والشعبية التي تعكسها الشهية المفتوحة على خوض المبارزة ستدفع بناجي مجددا إلى حلبة المنازلات، فإن جمعية المشاريع لم تحسم قرارها حتى اللحظة، وإن كان خيار إعادة ترشيح ناجي شخصيا هو المعطى الأكيد الوحيد لديها. خطوة تقرأ أوساط مراقبة بين سطورها، عبر “المركزية”، قرارا مشابها لدفع تيار “المستقبل” بجمالي دون سواها إلى ساحة المعركة من باب إعادة الاعتبار لها.

وفي سياق المواجهة ضد التيار الأزرق أيضا، تدرج خطوة إقدام سامر طارق كبارة (ابن شقيق النائب محمد كبارة) على إعلان ترشحه عن المقعد السني الشاغر، علما أن هذا القرار يأتي بعد عشرة أيام على إعلان النائب كبارة بقاءه في منصبه “في خدمة أهل طرابلس”، في قرار أريد منه تجنيب رئيس الحكومة وتياره استحقاق تجرّع مرارة كأس انقسام الأصوات المستقبلية في معركة أكثرية.

لكن، وعلى رغم أهمية إصرار النواب السنة المناوئين للحريري على المشاركة في الانتخابات في مواجهة جمالي، فإن ذلك لا يشكّل عامل قلق لدى التيار الأزرق الذي لم يتوان عن تأكيد عزمه على استرداد المقعد “العائد إليه”، على حد قول الأمين العام لـ”المستقبل” أحمد الحريري في إحدى مقابلته الصحافية. غير أن هذا لا ينفي أن العيون “الزرقاء” ستكون شاخصة في الأيام القليلة المقبلة إلى الخصم المعارض الأول، الوزير السابق أشرف ريفي، الذي اختار تاريخ 14 آذار ليعلن خوضه الانتخابات الطرابلسية، موجها بذلك رسائل مشفرة إلى “بيت الوسط”.

وقبل حلول ساعة الصفر، عزز ريفي ما يمكن اعتبارها “مخاوف” تيار “المستقبل” إزاء فرص كسب المعركة عن طريق زيارة إلى النائب فيصل كرامي، ما دفع البعض إلى الكلام عن ارتفاع منسوب احتمالات نشوء تحالف انتخابي بين الرجلين اللذين لا يلتقيان إلا على ضرورة خوض المواجهة الانتخابية والشعبية ضد “المستقبل” في عاصمة الشمال، المدينة ذات الأكثرية السنية في لبنان.

وفي وقت قطع ريفي شخصيا الطريق على أي تأويلات انتخابية للقائه كرامي، مؤكدا أن التحالف معه غير وارد، اعتبرت مصادر مطلعة، عبر “المركزية”، أن قرار ريفي خوض المعركة قد يضع “المستقبل” أمام خطر انقسام الأصوات السنية (لاسيما منها تلك المعارضة لـ 8 آذار) بين جمالي وريفي (أو أي مرشح قد يدعمه)، ما يضعف حظوظ “المستقبل” في تحقيق النصر. تحليلات يقفز فوقها ريفي لاستكمال جولته بلقاءات مرتقبة مع الوزير السابق محمد الصفدي، الذي أعلن تأييد “المستقبل”، كما رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي. معادلات انتخابية هشة تحشر خصوم “الحريرية السياسية” في زاوية الفشل في تحقيق النصر، في معركة قد يدفعون غاليا ثمن خوضها وحيدين!