IMLebanon

هل يُعلن نتنياهو الحرب على “الحزب” لتعزيز حظوظه الانتخابية؟

في جديد فصول المواجهة المستمرة بين تل ابيب وحزب الله، وبعد حديثه عن أنفاق تم تدميرها كان حفرها الاخير عند الحدود للتسلل الى الجليل، أعلن الجيش الإسرائيلي الاربعاء، أن حزب الله ينشط للتموضع في الجولان السوري من خلال إقامة “خلية للعمل ضد أهداف إسرائيلية”، وهي في مراحل إنشائها الأولية. وقال، على لسان المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي في بيان نشره على “تويتر”، إن “الجيش الإسرائيلي كشف عن محاولة المحور الشيعي لإقامة وتثبيت وحدة سرية لتتمتع بقدرات أكبر من الماضي، للعمل ضد إسرائيل انطلاقًا من الشق السوري لهضبة الجولان”.

وأوضح ان “خلال صيف عام 2018 طرأ تغيير في ملامح نشاطات حزب الله في هضبة الجولان، حيث بدأ بإقامة وحدة ملف الجولان رغم الأزمة الاقتصادية التي يعيشها. ويتم إنشاء الوحدة من خلال الاعتماد على أُطر الحزب الأخرى القائمة في سوريا ولبنان، بالإضافة إلى بنية تحتية ووحدات في الجيش السوري وسكان سوريين في الشق السوري من هضبة الجولان”، معلنا عن ان “وحدة ملف الجولان يرأسها المدعو علي موسى عباس دقدوق المعروف بأبي حسين ساجد”.

اللافت للانتباه في السياق، هو توقيت الكشف الاسرائيلي عن هذه المعلومات. فوفق ما تقول مصادر دبلوماسية غربية لـ”المركزية”، هي تأتي على مسافة اسابيع من الانتخابات التشريعية الاسرائيلية المحددة في 9 نيسان المقبل.

ففيما يقال ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو “ليس في أفضل أيامه” لخوضها- خصوصاً انه يحاكم في تهم “فساد”، ويواجه منافسة شرسة من حزب “القوة لإسرائيل” بزعامة بيني جانتس (رئيس الأركان السابق)، والذي قرر التحالف مع حزب “هناك مستقبل” بزعامة يائير لابيد في تحالف “أزرق أبيض”، ليشكل أكبر تهديد لرئيس الوزراء المنتهية ولايته الذي ذهب نحو استقطاب اليمين المتطرف تحت المظلة “الليكودية”- قد يكون إشعال حرب على الجبهة الشمالية للاراضي المحتلة، مع حزب الله والفصائل الايرانية المنتشرة في سوريا ومع دمشق، سلاحا يلجأ اليه نتنياهو لتعزيز حظوظه بالفوز.

فدخول اسرائيل في مواجهة عسكرية، قد يساعد – وفق حسابات نتنياهو- في اعادة خلق التفاف شعبي حوله، هو في أمسّ الحاجة اليه. اذ هو سيظهر في العملية هذه، بمظهر “قائد معركة إبعاد التهديد الايراني الآخذ في التوسع، عن تل ابيب”.

فهل يُقدم على هذه الخطوة؟ الجواب غير واضح، تجيب المصادر. فهو صحيح يتسلّح بضوء أخضر “روسي” لضرباته وغاراته على الاهداف الايرانية في سوريا، انتزعه في لقائه الاخير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، وصحيح ايضا ان ثمة دعما أميركيا مطلقا يحظى به من الاميركيين في اي قرار يتّخذه لمحاربة النفوذ الايراني في المنطقة، الا ان القوى الدولية في المقابل لا تحبّذ فتح جبهة جديدة في سوريا ولا توتير الامن في لبنان، حيث يُعتبر استقراره “أولويّة” و”حاجة” دولية. كما ان خيار الحرب في الميزان الشعبي الاسرائيلي قد لا يكون محبّبا، وقد تكون نتائجه مخالفة لما تشتهيه “سفن” نتنياهو.

فعلى الاخير اذا، درس هذه الاعتبارات كلّها جيدا، قبل اتخاذ اي قرار “عسكري”، تختم المصادر.