IMLebanon

دمشق لا تريد عودة النازحين “المعارضين”.. والأدلّة كثيرة

في وقت كرر رئيس الحكومة سعد الحريري من منبر مؤتمر “دعم مستقبل سوريا والمنطقة”، موقف لبنان الرسمي الجامع من ملف النزوح السوري، معتبرا ان “الحل الوحيد لأزمة النازحين هو العودة الامنة الى بلادهم مع احترام القوانين والمعاهدات الدولية، والحكومة اللبنانية ملتزمة بالعمل مع هيئات الامم المتحدة حول اي مبادرة لعودة النازحين من بينها المبادرة الروسية”، بدت لافتة دعوته، لحظات قبيل القائه كلمته في بروكسل، الى الضغط على النظام في سوريا كي تتحقق العودة، قائلا “يجب الضغط على النظام في سوريا من قبل كل الأصدقاء والحلفاء، لكي يعود النازحون إلى سوريا. ليس من الطبيعي أن يكون هناك 10 ملايين نازح خارج سوريا. هذا أمر غير طبيعي”.

فبحسب ما تقول مصادر سياسية سيادية لـ”المركزية”، وضع الرئيس الحريري إصبعه على مكمن الداء مباشرة في موقفه هذا. فالنظام السوري، في الواقع، هو من لا يريد عودة النازحين الى بلادهم. والأدلة الى هذه الحقيقة، كثيرة وعديدة، لمن يريد أن يراها! فالى ما قاله مسؤول فاتيكاني منذ أشهر، لوفد نيابي لبناني رافق البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال زيارتهم الاعتاب الرسولية في روما، في هذا الشأن، توضح المصادر ان دفعات عودة النازحين التي تؤمنها المديرية العامة للامن العام، تتم وفق الالية الاتية: يُبلّغ الامن العام السلطات السورية لائحة اسمية بالراغبين بالعودة، فتدقق دمشق فيها قبل أن تعيدها الى الامن اللبناني محددة هوية من تقبل بعودتهم. والمفاجأة تكمن في ان نسبة الموافَق عليهم، لا تتجاوز الـ10% !

ويضاف الى هاتين الاشارتين، عزوفُ النظام السوري عن التحرك ولو لمرة واحدة في اتجاه النازحين في لبنان، لتفقّد اوضاعهم والاطمئنان اليهم وحثّهم على العودة، اذ منذ بدء الازمة عام 2011،  لم يزر السفير السوري في بيروت علي عبدالكريم علي مرة، مخيما للنازحين من أبناء وطنه.

واذ تلفت الى ان “خنوع” النظام له مبرراته، فهو يريد للاجئين وسوادهم الاعظم من معارضيه (ومن السّنّة)، أن يبقوا حيث هم- من ضمن خطّة لقلب التوازنات المذهبية والسياسية في سوريا، يَصحّ توصيفها بعملية تطهير وتنظيف “إتنية” بحيث يُخفف من الثقل السني في البلاد بما يناسب العلويين ليبقوا في السلطة- تؤكد المصادر ان “هرولة” بعض القوى اللبنانية الى دمشق تحت ستار تفعيل قنوات التعاون لإطلاق قطار العودة، لا فائدة منها، مضيفة “حتى لو ذهب الرئيس ميشال عون شخصيا الى سوريا، وحتى لو زارها الرئيس الحريري ايضا، فإن خطوات كهذه لن تتمكن من اعادة نازح واحد، لا يريده النظام، الى دياره”.

وعليه، وبدل المطالبة بالتنسيق مع سوريا (لأغراض سياسية)، تضيف المصادر، من المفيد أكثر للبنان الرسمي، اعتناق خيار الضغط على سوريا، الذي ورد في مبادرة القوات اللبنانية في شأن النزوح، قبل ان يكرره الرئيس الحريري اليوم من بروكسل. وعشية زيارة الرئيس عون الى روسيا، صاحبة المبادرة الابرز للعودة، تسأل المصادر “هل يدعو عون مضيفه الرئيس فلاديمير بوتين الى تكثيف ضغوطه على “حليفه” الرئيس السوري بشار الاسد، ليتعاون أكثر مع الآلية اللبنانية المعتمدة لاعادة النازحين، فيفتح باب العودة لكل من يرغب بذلك من السوريين، بدل ان يرضى بـ10% منهم ويرفض كل من يُمكن الا يصوّت لصالحه في الانتخابات السورية المقبلة”؟ لننتظر ونر، تختم المصادر”.