IMLebanon

الوجه الآخر للسيارات الكهربائية

كتب شادي عواد في “الجمهورية”:

على رغم المزايا الكثيرة للسيارات الكهربائية، خصوصاً أنها صديقة للبيئة، لكن في المقابل هي تعاني من عيوب لا يتحدث عنها أحد، وخصوصاً شركات السيارات.

ما زالت تقنيات السيارة الكهربائية الحديثة في بداياتها، وما زالت تقنياتها تتطور حتى هذه اللحظة. فعلى خلاف محركات الإحتراق الداخلي، ما زالت عملية تطوير النظام الحركي في السيارات الكهربائية في بداياتها وأمامها شوط كبير لتقطعه.

عيوب أساسية

أبرز عيب تعاني منه السيارات الكهربائية يتمثل في عملية شحنها والمسافة التي يمكنها أن تقطعها. لذلك، فإنّ تخطيط الرحلات سيكون أصعب مع هذه السيارات. وتزداد هذه المشكلة في فصل الشتاء، حيث ذكرت دراسة أميركية جديدة أنه كلما إنخفضت درجة الحرارة، كلما إنخفض مدى سير السيارات الكهربائية بنسبة هائلة.

في السياق عينه، وكون السيارات الكهربائية تتطور بإستمرار، قد ينخفض سعرها بشكل كبير مقارنة بإنخفاض سعر السيارات التقليدية. فشركات السيارات الكهربائية لا تلتزم تطوير منتجاتها ضمن حدود المعقول، والسيارات الكهربائية الموجودة في السوق اليوم سيكون قد عفا عليها الزمن خلال أقل من 10 سنوات. ما يعني أنها ستصبح غير صالحة للإستعمال أكثر بكثير من السيارات التقليدية من العمر نفسه، ليس لأنها لن تكون صالحة للإستخدام، بل لأنّ البطاريات ستصبح متطورة بشكل كبير وسينخفض كذلك الوقت اللازم للشحن. وكذلك ستتطور التقنيات التي ستجهَّز بها.

وهذا سيجعلها عبئاً على مالكيها بسبب إنخفاض قيمتها عند عرضها للبيع. وهذا يشبه إلى حدّ ما شراء هاتف ذكي قديم، كان يمثل إختراعاً متطوراً عندما ظهر للمرة الأولى، بينما في الوقت الحالي أصبح شيئاً من الماضي ولا أحد يريده.

في الإطار عينه، تعتمد السيارات الكهربائية على بطاريات نوع «ليثيوم أيون» والتي تشتمل على عنصر الليثيوم غالي الثمن أيضاً. ومادة الليثيوم موجودة بكميات محدودة في الطبيعة وهي غير متجددة وترتفع أسعارها بإستمرار، ما سيرفع أيضاً أسعار السيارات الكهربائية في المستقبل. في المقابل، وعلى الرغم من أن السيارات الكهربائية ستكون أقل عرضة للأعطال من السيارات العادية، إلّا أن تكاليف صيانتها مرتفعة لأنها في الغالب لن تتضمّن عمليات إصلاح بسيطة بسبب تقنياتها المعقدة التي تحتاج إلى معدات خاصة لن تتوفر سوى عند الوكيل.

على صعيد القدرة، لم تتمكن السيارات الكهربائية حتى الآن من الحلول مكان السيارت الرباعية الدفع في المناطق ذات التضاريس الوعرة والمستنقات. وهذا ما يعتبر عيباً مهماً حالياً. بمعنى آخر، لا يمكن للسيارة الكهربائية دخول مستنقعات عميقة مثل ما تفعل السيارات التقليدية، لأن وصول المياه إلى بطارياتها وتقنياتها سيدمرها بالكامل.