IMLebanon

أسهُم تنفيذ اسرائيل ضربة لـ”الحزب” ترتفع جدياً!

فيما بات معروفا ان حزب الله وضرورة تطويق نفوذه المحلي والاقليمي، سيتصدّر مباحثات وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو في بيروت التي يصلها في الساعات المقبلة آتيا من تل ابيب مباشرة، حيث ناقش مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سبل محاربة التمدد الايراني في المنطقة موجّها اليه دعوة لزيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب في واشنطن مطلع الاسبوع المقبل، تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ”المركزية”، إن الوضع الامني في الجنوب سيكون تحت المجهر في المرحلة المقبلة اذ ان احتمالات ان يشهد عملية عسكرية “ما”، يبدو سترتفع.

فوفق المصادر، يرغب نتنياهو، عشية الانتخابات النيابية الاسرائيلية المقررة في نيسان المقبل، في تنفيذ ضربة لحزب الله المنتشر على حدوده الشمالية، متطلّعا الى “إنجاز” يقدّمه الى الجمهور الاسرائيلي، يعزز حظوظه بالفوز في الاستحقاق المرتقب.

هذا الملف كان الاربعاء، مدار بحث بين نتنياهو وبومبيو، وسيُستكمل في البيت الابيض الاسبوع الطالع. لكن من المعلوم، وفق المصادر، ان الاميركيين لا يمانعونه، بل يمكن القول انهم يشجعونه. ففي خضمّ “الحرب” التي يقودون لخنق ايران في المنطقة، وقوامُها حتى الساعة، عقوباتٌ “اقتصادية” قاسية تُفرض على الجمهورية الاسلامية وعلى كل من يتعاون معها، ترى واشنطن ان اللجوء الى “الاداة” العسكرية ايضا- لاستهداف أذرع طهران وأكبرها “حزب الله”- قد يسرّع في تحقيق الهدف المنشود، ويختصر المسافات اليه. من هنا، تضيف المصادر، من غير المستبعد ان ينتزع نتنياهو من ترامب، ضوءا أخضر لاطلاق عملية عسكرية ضد “حزب الله” في قابل الاسابيع. غير ان هذا التوجّه التصعيدي، تتحرك قوى دولية كبرى للجمِهِ. ففرنسا، تضطلع منذ فترة، باتصالات مكثّفة على خط تل أبيب – بيروت – طهران، للدفع الى التهدئة.

وهي، فيما تشدد على ان استقرار لبنان (الذي يستضيف اكثر من مليون نازح سوري) يشكّل حاجة واولوية دولية، تحاول إقناع “الكيان العبري” بأن الخيار العسكري لن يأتي بالنتيجة المطلوبة، وبأن المفاوضات و”الدبلوماسية” تبقيان الوسيلة الأنجع لحماية أمن اسرائيل القومي والهدوء اللبناني، في آن.

والحال، ان باريس نقلت الى مسؤولين لبنانيين، رسائل عديدة تحثّهم فيها على الالتزام التام بمندرجات القرار 1701 الذي يمنع اي نشاط لحزب الله جنوبي الليطاني، وعلى ضرورة التقيد بالقرار 1559 الذي يدعو الى ضبط السلاح المنتشر في يد جماعات عديدة في لبنان، في يد القوى الشرعية فقط، وذلك عبر الاسراع في بحث استراتيجية دفاعية. وقد حذّرت فرنسا لبنان من مغبّة دفن رأسه في الرمال وعدم التحرّك جديا، لردع حزب الله ومنعه من خرق القرارات الدولية، خصوصاً وان هذا “التقاعس” يعقّد مهمّتها لناحية كبح جماح اسرائيل التصعيدي.

ومع ان المواقف ذاتها سيكررها بومبيو في بيروت، الا ان اكتشاف الأنفاق العابرة للحدود التي حفرها “حزب الله” من الجنوب الى الجليل، معطوفا الى اعلان تل ابيب منذ ايام “أن حزب الله ينشط للتموضع في الجولان السوري من خلال إقامة “خلية للعمل ضد أهداف إسرائيلية”، مشيرة الى ان “الجيش الاسرائيلي كشف عن محاولة المحور الشيعي لإقامة وتثبيت وحدة سرية لتتمتع بقدرات أكبر من الماضي للعمل ضد إسرائيل انطلاقًا من الشق السوري لهضبة الجولان”، تزيدان المشهد تعقيدا وتفاقمان المخاوف من اندلاع مواجهة جديدة في المنطقة.

فوسط الكباش المحموم بين المحورين المؤيد للتصعيد، والساعي لتفاديه.. لمن تكون الغلبة؟