IMLebanon

واشنطن تدعم “الدولة” لا الأطراف.. فلماذا تخوين “أصدقائها”؟!

على وقع حملة “شعواء” ضده، يضطلع بها الإعلام المقرب من محور “المقاومة”، حطّ وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو في لبنان اليوم. سببُ الحملة ان “الرجل قادم للتحريض على “المقاومة الاسلامية في لبنان” ولرصّ صفوف “فلول” 14 آذار وتجميعهم مجددا في بوتقة واحدة ليتمكّنوا من التصدي لحزب الله، واذا أمكن، “عزله”! غير ان الواقع مغاير تماما، وفق ما تقول مصادر سياسية سيادية لـ”المركزية”. فالحال ان بومبيو، سيسير على خطى أسلافه من المسؤولين الاميركيين الذين نزلوا في بيروت في الاسابيع الماضية، وسيكمل ما بدأواه، متحدثا باللهجة نفسها. أي أنه يأتي الى لبنان ليقول “نحن، كولايات متحدة، سنقرر كيفية التعاطي مع الدولة اللبنانية، بناء على خيارات هذه الدولة.. فاذا ما قررت الجنوح في اتجاه المحور الايراني في المنطقة، هي حرّة في ذلك، لكننا والحال هذه، سنراجع مساعداتنا للبنان. أما اذا قررت البقاء تحت سقف الشرعية الدولية، فإن دعمنا لها ولمؤسساتها كلّها سيستمر ولن يتبدّل”.

هذا الموقف الاميركي، يعني، دائما وفق المصادر، أن واشنطن ليست في وارد “فرض” أي توجّهات على لبنان، خلافا لما يتم التسويق له، بل هي تترك له حرّية القرار في شأن موقعه الاستراتيجي، على ان تبني في ضوئه، المسارَ الذي ستسلكه في التعاطي معه.

من الطبيعي ان يشجّع رأس الدبلوماسية الاميركية، المسؤولين اللبنانيين على البقاء في خندق “المجتمع الدولي” لا في مكان مواجِه له، وذلك عبر دعوته الى الالتزام فعلا لا قولا، بسياسة النأي بالنفس عن الصراعات التي تلهب المنطقة، وبوقف تدخّلات بعض المكونات اللبنانية، في الملفات والنزاعات العربية سياسيا وعسكريا… ومن الطبيعي ايضا ان يحثّ الدولة على العمل لصون الاستقرار المحلي عموما، وفي الجنوب خصوصا، عبر ردع “حزب الله” من خوض أي مغامرة عسكرية مكلفة على الحدود مع الكيان الاسرائيلي.

لكن هل يُعتبر تشديده على “الحياد” وتمسُّكه بإبقاء الساحة اللبنانية “آمنة”، “تدخّلا سافرا في الشؤون اللبنانية وخرقا لسيادتها”، يستأهل أن “تقوم القيامة”، ليس فقط على بومبيو، بل أيضا على من سيلتقيهم من اطراف سياسيين لبنانيين، تصل الى حدّ تخوينهم؟! تسأل المصادر.

وفي وقت تذكّر بأن “النأي” وارد في البيان الوزاري، تماما كما التزامُ الحكومة اللبنانية القرارات الدولية وتفيّؤها الشرعية الدولية، ما يعني ان بومبيو ليس في وارد الطلب من الدولة أمورا تعجيزية او خطوات تذهب في اتجاه مُعاكس لما تعهّدت به بنفسها، تلفت المصادر الانتباه الى ان الولايات المتحدة ترسل مساعدات بالجملة الى “الدولة اللبنانية” وأجهزتها الشرعية الامنية والعسكرية (وسواها)، لتمكينها وتقويتها، بينما نرى عواصم اقليمية أخرى ترسل مالا وسلاحا الى أطراف محلية محددة، لتمكينها وتقويتها على حساب الدولة!

فهل هذا الواقع يجعل من واشنطن عدوا، ومن أصدقائها في لبنان “عملاء”، بينما يُحوّل مَن يموٍّلون جهات داخلية، ومَن يعلنون جهارا ومن فوق السطوح، أنهم يتلقون هذه الاموال والاسلحة، أبطالا؟! تختم المصادر.