IMLebanon

بومبيو “مزّق” ورقة استخدام لبنان إيرانيًا

كل ما قيل وكُتب في زيارة وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو بيروت تمحور حول ما تضمنه بيانه الشهير من وزارة الخارجية، وتحديدا في الشق المتصل بـ”حزب الله”. وفي هذا الشق، سيأتي رد الحزب في كلمة أمينه العام السيد حسن نصرالله، مدعّما بمقومات موجة الاستنكار المحلية والعربية والدولية العارمة ازاء قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بكامل سيادة اسرائيل على مرتفعات الجولان السوري. فالقرار الاميركي جاء مثابة “شحمة ع فطيرة” ليمدّ نصرالله بعناصر قوة تضعه في مرتبة متفوقة على الاميركي وتدعّم مبررات وجود الحزب وضرورة استمراره كمقاومة ضد العدو الاسرائيلي والاميركي من خلفه.

لكن، وأبعد من “حزب الله”، عكست زيارة بومبيو اهتماما بالغا بلبنان كجزء من الدول الدائرة في فلك واشنطن، في مواجهة ايران التي فتح في وجهها جميع انواع الاسلحة السياسية، لحملها على العودة الى طاولة مفاوضات نووية مفصلة على قياس ادارة ترامب، بعدما انسحب من اتفاق سلفه باراك اوباما. فهو لم يتوان عن تسميتها بالاسم في معرض هجومه على الحزب بقوله ان “حزب الله” “يقوم بهذه النشاطات الخبيثة نيابة عن النظام الايراني، وجنوده يعملون تحت إمرة طهران. تأكدوا تماما ان “حزب الله” هو من وضع البلد في هذه الحملات التي ترأسها إيران التي لا تريد لهذا الوضع ان يتغير وهم يرون ان الاستقرار في لبنان يمثل تهديدا لطموحات إيران في الهيمنة وهي تستخدم حزب الله”. حتى الاعتراف بسيادة اسرائيل على مرتفعات الجولان عزاه ترامب اليوم الى تهديدات ايران، اذ اشار إلى “مساعي طهران وجماعات مرتبطة بها إلى استخدام الجولان كمنصة لإطلاق الصواريخ”.

إذًا، تقول مصادر ديبلوماسية عربية، لـ”المركزية”، ان مجمل الحراك الاميركي والقرارات التي تتخذها دوائر البيت الابيض في الملفات الاقليمية تصب في الخانة النووية، متوقعةً ارتفاع منسوب الضغط في مختلف الاتجاهات لإجبار طهران على الجلوس الى طاولة المفاوضات بالشروط “الترامبية”. وليس لبنان الا واحدا من هذه الاوراق، من ضمن استراتيجية حصر نفوذ ايران الذي تحاول تمديده في الساحات العربية.

وتضيف المصادر: “إن زيارة بومبيو بيروت حتّمتها ضرورة تمزيق واشنطن ورقة ايران باستخدام لبنان كمعقل لنفوذها، وقطع الطريق على اي محاولة لضمه الى محورها، فهو، لو لم يزره، لاستمرت وجهة نظر البعض المروّجة لفكرة أن لبنان بات تحت السطوة الايرانية، اما الزيارة فدحضت هذه النظرية وحملت في وجهها الآخر كل وسائل الدعم سياسيا وعسكريا لتثبيت الاستقرار وفق ما تبين من المعلومات التي رشحت في شكل خاص عن لقائه بقائد الجيش العماد جوزيف عون وتركزت على الوضع الأمني، لاسيما على الحدود والمطلوب تقديمه اميركيا للجيش لضمان الهدوء والاستقرار. وبعدما قدم القائد شرحا مفصلا، سمع تنويها بقدرات الجيش في مجال مواكبة التطورات”.

تبعا لذلك، تختم المصادر بالتأكيد ان “واشنطن لن تسمح باستغلال الاستقرار في لبنان لصالح اجندات اقليمية، وخدمة لهذا الهدف، جاءت نصائح بومبيو للمسؤولين الذين التقاهم، بمنع اي طرف داخلي من حرف بيروت عن مسار الشرعية الدولية، ولا سبيل الى ذلك الا من خلال النأي بالنفس”.