IMLebanon

“التيار”: “قوطبة” معراب مرفوضة!

لم يكد حبر الجلسة الحكومية الأخيرة التي طبعها التقارب اللافت بين رئيس التيار “الوطني الحر” جبران باسيل ووزراء “القوات اللبنانية” في ملف استخدام الأوراق المطبوعة سلفا في الانتخابات الفرعية في طرابلس، حتى عاد مسلسل بواخر الكهرباء “التركي” ليكهرب الأجواء بين شريكي المصالحة المسيحية، معيدا إحياء المخاوف من انفجار حكومي قد يشعله فتيل اشتباك بين اثنين من أركان الحكم والحكومة. سجال يكتسب أهميته من كونه يسبق اجتماعا من المفترض أن تعقده اللجنة الوزارية المكلفة دراسة خطة الكهرباء التي أعدتها وزيرة الطاقة ندى البستاني بعد عوة الرئيس سعد الحريري.

وفي انتظار تدخل سعاة الخير على خط التهدئة بين “الحليفين اللدودين”، قبل عودة العجلة الحكومية إلى الدوران، أوضح عضو تكتل “لبنان القوي” النائب إدي معلوف لـ “المركزية” أن “هناك من “يقوطب” على خطة الوزيرة بستاني وهذا أمر مرفوض، لأن من غير الجائز أن يستمر القنص السياسي المبكر علينا في ملف الكهرباء فيما الجميع يؤكدون الإصرار على حل هذه المعضلة”.

وفي مقابل الفصل الجديد من تدهور العلاقات على خط معراب- ميرنا الشالوحي، اتخذ الموقف الإيجابي الذي أبداه رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، “الحليف اللدود” الآخر للتيار العوني، إلى حد الإشادة بمواقف رئيس الجمهورية ميشال عون وباسيل أمام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في خلال زيارته إلى بيروت، من حيث رفض تصنيف حزب الله “إرهابيا”.

ولا يخفى على أحد أن موقف فرنجية، ولو أنه متوقع من حليف تاريخي طبيعي لـ “حزب الله”، يحمل كثيرا من الدلالات السياسية. ذلك أن الزعيم الشمالي تمكن من القفز فوق القطيعة ذات الطابع “الرئاسي” على خط بنشعي- ميرنا الشالوحي والسجالات الحكومية و”الكهربائية” الكثيرة التي تشهد عليها محاضر جلسات “حكومة استعادة الثقة” بين الوزراء “البرتقاليين” وزميلهم يوسف فنيانوس، ممثل تيار “المردة” إلى الطاولة الحكومية.

ولكن العونيين لا يتوانون عن قطع الطريق على المتحمسين لبناء استنتاجات متسرعة حول مرحلة جديدة من العلاقات بين التيارين. وفي هذا الإطار، تبدو مصادر “التيار” حريصة على التذكير عبر “المركزية”  بأن “موقف فرنجية متأت من التقائه و”التيار” على خيارات استراتيجية لم تتأثر يوما بالخلافات السياسية الداخلية”، مشيرة إلى أن “لا مشكلة لدينا في التعاون مع كل الفرقاء على القطعة ومن ضمنهم “المردة” في مجلس الوزراء”.

وفي مجال آخر، علقت المصادر على القمة التي جمعت الرئيس عون بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين، خصوصا أن البيان الختامي للقمة ربط عودة اللاجئين السوريين بتوفر “الظروف المناسبة”  لتحقيق هذا الهدف. موقف قرأ المراقبون بين سطوره تراجعا لبنانيا رسميا عن المقاربة التي كان بعض الدائرين في الفلك الرئاسي يدفعون في اتجاهها والقائمة على عدم انتظار الحل السياسي لإعادة اللاجئين إلى المناطق السورية الآمنة.

إلا أن المصادر العونية، أوضحت أن “بيان القمة لا يتناقض مع النظرة الرئاسية إلى هذا الملف لأن هذه هي فحوى المبادرة الروسية الهادفة إلى تأمين “العودة الآمنة” طبقا لما ينادي به لبنان”.