IMLebanon

لبنان أمام فرصة إنقاذ نفسه برعاية دولية… فهل يقتنصها؟

يكثّف البنك الدولي أخيرا تحرّكاته فوق الساحة اللبنانية، فلا تمرّ أسابيع ولا حتى ايام من دون ان يجول ممثّل عنه على المسؤولين اللبنانيين. أما لسان حاله “فالاصلاح والاصلاح… ثم الاصلاح”. الخميس، حطّ وفد من البنك ضمّ نائب رئيسه لمنطقة الشرق الاوسط فريد بلحاج والمدير الاقليمي ساروج كومار في بعبدا، حيث بحث معه رئيس الجمهورية ميشال عون في العلاقات بين لبنان والبنك الدولي، في حضور رئيس لجنة المال والموازنة النيابية ابراهيم كنعان والنائب الان عون. وقد انتقل الوفد من “القصر” الى البرلمان حيث عقد اجتماعا ضمّه الى عدد من رؤساء اللجان النيابية في قاعة لجنة المال في ساحة النجمة.

وبحسب ما تقول مصادر مطّلعة لـ”المركزية”، ثمة ثوابت تشدد عليها المنظمة الدولية في لقاءاتها كلّها، تبدو بمثابة “نصائح” للبنان يمكن اعتبارها ايضا “تحذيرات”. فالبنك لا ينفكّ يحث من يقابلهم على ضرورة الاسراع في تنفيذ خطوات تثبت جديا ان الدولة سلكت طريق وقف الهدر ومكافحة الفساد. وفيما يبدي قادة البلاد كلّهم رغبتهم في السير قدما في هذه الورشة عبر “طريق سريع”، وفق ما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره، فإن هذه النيات الحسنة تفتقد حتى الساعة الترجمة العملية.

وبحسب المصادر، فإن البنك الدولي يحذّر من ان الوقت ضاغط، وينبه الى ان لبنان لا يملك ترف المماطلة، نظرا الى وضعه الدقيق. ويبلغ مسؤولوه الممسكين بزمام القرار المحلي ان لا بد لهم من وضع الخلافات كلّها جانبا والانكباب على معالجة مكامن الداء الاقتصادي، مشيرين الى ان المؤشرات الايجابية التي تصدر من بيروت ستُقابل إيجابا ايضا من الصندوق الدولي ومن الدول المانحة التي وعدت بمساعدة لبنان في مؤتمر “سيدر”. الا انهم، في المقابل، يدقّون جرس إنذار من ان تقصير الحكومة في القيام بمهامها، سيعني إضاعة الدعم الخارجي.