IMLebanon

كرم: باسيل يقدّم مشروعه الرئاسي قدمًا

بكثير من الدقة اللغوية التي لم تخل من الرسائل المشفرة في أكثر من اتجاه، قذف البيان الختامي للقمة الروسية- اللبنانية مسألة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم إلى “موعد لاحق” تحدده “الظروف الملائمة” لهذه العودة عندما تتوفر لتحقيق الهدف. وفي قراءة بين سطور هذا البيان، ينبه بعض المراقبين إلى أن في وقت كان الفريق الدائر في فلك بعبدا يعلق آمالا كثيرة على هذا اللقاء لتلقي جرعة دعم “روسية” للموقف الداعي إلى تأمين العودة للاجئين من دون انتظار نضوج طبخة الحل السياسي، بدا البيان الختامي للقمة مفرملا لهذه الاندفاعة “البرتقالية”، على اعتبار أن “الظروف الاقتصادية والاجتماعية للعودة” لا يمكن أن تتوفر في غياب الظرف السياسي “السليم” المؤاتي لتحقيق الهدف النبيل.

غير أن المراقبين أنفسهم يشيرون ايضا إلى أن البيان لم يخل من الضربات القاسية التي لا تنفك سياسة النأي بالنفس تتلقاها منذ ولادة الحكومة التي نالت ثقة مجلس النواب على أساس احترام هذه السياسة. فبعد الزيارة التي قام بها وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب الى سوريا، أتى أحد بنود البيان حاملا إشادة لا تحتمل الشرح والتفسير. ذلك أن الجانبين أعلنا “دعمهما بقوة الجهود التي تقوم بها القوات العربية السورية وحلفاؤها لمحاربة الإرهاب”. ولا يخفى على أحد أن كلمة “حلفاؤها” تشير إلى إيران و”حزب الله” الذي يشارك في القتال في الميدان السوري، متجاوزا الاجماع اللبناني “الرسمي” على إعلان بعبدا الذي صار وثيقة دولية كرست النأي بالنفس. هذه الصورة الحافلة بالتناقضات، تجعل الأنظار تتجه إلى القوى المصنفة “سيادية”، الحاضرة في الحكومة، كما خارجها، في ضوء البيان الختامي لقمة عون- بوتين، في وقت قسمت مسألة التطبيع مع النظام السوري الحكومة وفجرت سجالا حادا على خط معراب- ميرنا الشالوحي، على وقع المعارضة المعروفة من جانب بيت الوسط والصيفي في هذا الشأن.

وفي السياق، اعتبر أمين سر تكتل “الجمهورية القوية” النائب السابق فادي كرم، عبر “المركزية”، أن “فريقا من الفرقاء، أي الوزير جبران باسيل، يحاول أن تكون الزيارة الرئاسية إلى روسيا خطوة في اتجاه الزيارة إلى سوريا، وفي ذلك محاولة للتطبيع لأخذ براءة ذمة من النظام السوري دفعا لمشروعه الرئاسي”، لافتا إلى أن “ما يجري يؤكد أن الأمور مبنية على حسابات شخصية لا علاقة لها بالنازحين، وهو أمر بات واضحا أمام الناس، سبق لنا أن أفشلنا هذه المحاولة في مجلس الوزراء”.

وأوضح “أننا كنا ندعم الزيارة إلى روسيا، تماما كأي خطوة جدية في اتجاه تأمين عودة النازحين إلى سوريا. لكن تبين أن المحادثات أتت للدفع إلى التطبيع وعودة النظام السوري إلى لبنان، بدلا من عودة اللاجئين إلى بلادهم”.