IMLebanon

نصرالله… هدوء ما قبل العاصفة؟ (بقلم ميليسا ج. افرام)

بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لبيروت الاسبوع الفائت وتصعيد نواب “حزب الله” خطاباتهم تزامنا مع الزيارة، توجهت الانظار الى ما سيعلنه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، تعليقاً على زيارة بومبيو  وإهداء الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجولان السوري لإسرائيل.

أحداث عدة دارت بالمنطقة في اليومين الاخيرين، من الضربات الاسرائيلية على غزة وحلب أيضاً، الى الإعلان الأميركي للسيادة الإسرائيلية الجولان الى رسائل بومبيو للسياسيين اللبنانيين.

لم يصعد السيد نصرالله في خطابه، بل ركّز حديثه على المقارنة بين ما قدّمه وتقدمه “المقاومة” وبين ما تفعله واشنطن حليفة اسرائيل.

وبين الـ”نحن” الشعب المقاوم بمساندة من ايران والـ”هم” اي الولايات المتحدة الداعمة لاسرائيل والجماعات الارهابية، تبرز ديبلوماسية “حزب الله” في التعاطي مع الأطراف السياسية الأخرى في لبنان واستعداد الحزب للتعاون لضمان الامن والسلام والازدهار لمصلحة لبنان.

فـ”حزب الله”، بحسب نصرالله، لم يقف عائقاً أمام أحلام اللبنانيين بل علّق اللبنانيون آمالهم عليه، فيما من يقف بوجه لبنان هي اسرائيل وداعمتها واشنطن من خلال فرض عقوبات ومنع عودة اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين. لكنه في الوقت نفسه يتناسى انخراطه في المحور الإيراني القائم على “تصدير الثورة” والمفاخرة باحتلال عواصم عربية، إضافة إلى إصراره على مهاجمى دول الخليج العربي التي من دونها يصبح لبنان واللبنانيون في ورطة مالية واقتصادية كبرى!

يصرّ السيد نصرالله على العودة إلى منطق “الشيطان الاكبر” ما يضع لبنان في خطر  مواجهة الولايات المتحدة التي تشكل حتى اليوم باعتراف قيادة الجيش اللبناني ووزير الخارجية الداعم الأكبر للمؤسسة العسكرية في لبنان.

يكرر السيد نصرالله اتهام إسرائيل والولايات المتحدة بوضع لبنان تحت الخطر باستمرار منذ العام 1948 من خلال نشر الدمار في المنطقة، وصولاً إلى اتهامه واشنطن تحريض اللبنانيين على بعضهم من خلال ديبلوماسييها. لكن اللافت ارتياح نصرالله إلى أن الحزب لا يقف وحيداً هذه المرة بل يتحصن بوحدة اللبنانيين لمنع اسرائيل من شنّ حرب ولإحباط مخططات الولايات المتحدة التحريضية، فهل ارتياح نصرالله في محله؟

الإطلالة الديبلوماسية على غير عادة لنصرالله فاجأت الجميع، فهو دعا الجميع للتعاون رغم الخلافات للحفاظ على الهدوء، وكل الأمل ألا  يكون هذا الهدوء هدوء ما قبل العاصفة.