IMLebanon

“المطلّقة”… وصلت الرسالة (بقلم آية يونس)

عندما يكتب الفنّ الجميل رسالة، ويقدمها على شكل قصيدة غنائية تنبض بالحياة وبالأحاسيس، وتساعد على التئام الجروح التي سبّبها المجتمع للمرأة المطلّقة، يتصاعد صوت الفنانة كارول سماحة من خلف الزوايا وجدران المنازل حيث العنف والضرب والخيانة والاغتصاب، وغيرها من الحالات التي يكون الطلاق بعدها قوس قزح ونافذة للحرية. صوت كارول يصرخ بحنجرة كل من حكم عليها ظلماً، ونظر الناس اليها بلوم وعتاب، نظرة انها مرتكبة خطأ، بلا رحمة ، بلا شفقة، لتقول ” نعم أنا المطلقة..أنا الحرة التي أبت أن تحكمها ورقة. لا زلت صالحةً للحب..فالروح عذراءٌ يا حمقى” .

الى كلّ من رجمها بحجر فمن منكم بلا خطيئة؟ يراها بعض الرجال ” سريراً أو كوب رغبة يريدون منه ملعقة” وتراها بعض النساء مادة دسمة للثرثرة.

في زمن اصبحت فيه غيرالمتزوجة “عانسا” لا تطاق، لم يتحملها أحد حتى يأخذها لبيته. والأرملة  هي التي تبيع  قلبها لغير زوجها منذ اليوم التالي بعد وفاته. ومن ليس لديها اولاد يقال عنها لم تنجب لزوجها، مسكين هو. ومن فقدت احد اولادها، حكم عليها بالحداد باللون الأسود طوال حياتها. ومن تزوجت من غير دينها ننكرها. أمذا المطلّقة، فحكم عليها بالوحدة ” امرأة مستعملة.. زورق بأشرعة ممزقة، يراني الرجال كأنني محطة انتظار يزورها الجميع لكن لا أحد فيها يبقى”.

فالى متى ستظل مجتمعاتنا العربية لا ترحم؟ لماذا يزيد بعض الناس الجروح الغائرة جروحا؟

يقول الشاعر انسي الحاج عن معاناة المرأة مع المجتمع “كلما استوقفني جمال امرأة  أشعر على الفور كأنها مشروع ضحيّة، ستعشق وتدلّل حتى تؤكل، وما ان تؤكل حتّى يبدأ اضطهادها. أسمعُ وأقرأ عن شرّيرات، عن حيّات وعقارب، وعرفتُ بعضهنّ: ولا واحدة حتّى من هؤلاء أيضاً إلّا هي ضحيّة. ضحيّة جمالها وإلّا فبشاعتها. ضحيّة ما تُحَبُّ من أجله وضحيّة ما تُخان بسببه. ضحيّة خصبها وضحيّة عُقْرها. ضحيّة وهجها وضحيّة انطفاء وهجها. ضحيّة عاشقها من بعيد وضحيّة عاشقها من قريب”.

لا نجرّم الرجل المطلّق، فهو رجل وليس هناك جواب محدّد على سؤال الـ “لماذا”.

“انتفضي من التراب” قومي اجلسي يا امرأة، يا قوية ويا حرّة، وتذكري دائما وأبداً انك انثى لم يزدها الزواج قيمة ولن ينقصها الطلاق كرامة. فما اكثر المتزوجات من دون قيمة والمطلقات توزّعن كرامة عليهنّ.

لست انصافاً…انت امرأة ، فلا تحزني على من ظلمك بسبب طلاقك، فنحن في زمن تستخدم فيه الأديان في تأجيج الكراهية والارهاب وتبرير القتل، في زمن، اصبح في الغشّ شطارة، والظلم فهلوة والكذب ذكاء، فـ “لا تأسفنّ على غدر الزمان”.