IMLebanon

هل تُفتح جبهة الجنوب لتخفيف الضغط عن غزة؟

بالتزامن مع التصعيد العسكري في قطاع غزة والمواجهة الاسرائيلية-الفلسطينية، اخر فصولها الثلثاء، قتل الجيش الإسرائيلي شابا فلسطينيا بالرصاص خلال اقتحام مخيم قلنديا شمال مدينة القدس قبل ان يُطلق صفارات الإنذار في المناطق المُحيطة بقطاع غزة، من دون إعلان إطلاق صواريخ من القطاع باتجاه إسرائيل، تُطرح تساؤلات عن توقيت انتهاء صلاحية “الهدوء” الذي تنعم به الجبهة الشمالية لإسرائيل، اي جنوب لبنان وفتح نيران المواجهة العسكرية بين “حزب الله” والاسرائيليين؟

وفي حين وضعت اوساط ديبلوماسية غربية، عبر “المركزية”، ما يجري في غزة في خانة “ردّة الفعل على خطوة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاخيرة تجاه الجولان وفي الوقت نفسه رسالة ساخنة من طهران حليفة حركة “حماس” الى واشنطن”، استبعدت “توسيع رقعة المواجهات وحصول اي عمل عسكري انطلاقا من جنوب لبنان”.

ولا يبدو ان الضوء الاخضر الاميركي لإسرائيل كي تُطلق عملية عسكرية ضد “حزب الله” متوفّر حتى الان، انطلاقا من حرص واشنطن على استمرار الاستقرار والهدوء في الجنوب، وهذا ما يتقاطع ايضا مع تأكيد الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في اطلالته الاخيرة، مشددا على “ضرورة المحافظة على الاستقرار والتفرّغ لمعالجة ملفات اقتصادية ملحة ومحاربة الفساد ووقف الهدر في ادارات الدولة”.

وفي السياق، كشفت اوساط سياسية، نقلا عن معلومات ديبلوماسية وردت اليها، ان “عددا من المسؤولين الغربيين ابلغوا لبنان عبر قنوات ديبلوماسية وجوب الضغط على “حزب الله” لمنعه من القيام بأي مغامرة عسكرية انطلاقا من جنوب لبنان، لأن اسرائيل سترد بقوة وبعنف على كل المناطق من دون استثناء وستعتمد سياسة الارض المحروقة، لأنها لن تقبل بفتح اكثر من جبهة عسكرية ضدّها”.

غير ان الاوساط السياسية نفسها اشارت الى ان “نصرالله واعٍ جدا لخطورة فتح جبهة الجنوب، كما انه لن يُعطي لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ورقة ثمينة عشية الانتخابات الاسرائيلية تصبّ لمصلحته في صناديق الاقتراع بوجه تحالف الجنرالات الذي، وبحسب استطلاعات الرأي، يتقدم بنقاط عدة عليه”.

والغاية، اجتمع نصرالله بوفد من حركة “حماس” زاره الاسبوع الفائت اثر اندلاع مواجهات غزة. ووفق المعلومات المُسرّبة، فإن “حزب الله” ابدى دعمه الحركة وما تقوم به في القطاع، مبديا استعداده لمدّها بالسلاح.

من هنا، طمأنت الاوساط الى ان “الوضع في الجنوب لن ينزلق الى الحرب، ولبنان الرسمي يلتزم بتنفيذ القرار 1701، كما ان الجيش يعتزم تعزيز دورياته على طول الخط الازرق لمنع اي استغلال من اي فريق لجبهة الجنوب وتحويلها منصة لبعث رسائل ساخنة في اتّجاه اسرائيل لتخفيف الضغط عن جبهات اخرى”.