IMLebanon

هل تشفير البيانات مهمٌّ للحماية الإلكترونية؟

كتب شادي عواد في صحيفة “الجمهورية”:

ينتشر مصطلح تشفير البيانات بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وبات من المصطلحات التي تتردّد أصداؤها كثيراً في كلّ ما يتعلق بحماية البيانات وأمنها.

يُعتبر تشفير البيانات من أهم الإجراءات التي يجب إتخاذُها من قبل جميع المستخدمين، للحفاظ على أمنهم الإلكتروني، وحماية بياناتهم وصورهم وكل ما يخصهم على هواتفهم أو على الكمبيوترات الشخصية.

وتشفير البيانات يعني بطريقة مبسّطة، تعمية البيانات وجعلها غير مفهومة بهدف حمايتها، بحيث إنه لا يمكن معالجتها إلّا بمفتاح تشفير يقوم بتحويل الصيغة الكتابية العادية الى صيغة مشفّرة والعكس.

فوائد التشفير

لتشفير البيانات فوائد لا تحصى، خصوصاً عند سرقة الهاتف أو الجهاز. على سبيل المثال، إذا كانت البيانات والصوَر على الهاتف مشفّرة، هذا يعني أنه لو تمّت سرقة هذه الصور والبيانات، لا يمكن فتحُها إطلاقاً، لأنّ مفتاح التشفير موجود فقط على الهاتف ولا يمكن حتى للمستخدم الإطّلاع عليه. بذلك، تكون البيانات المسروقة غير مفهومة ولا يمكن جمعُها وإعادةُ تركيبها.

وبالتالي، تصبح من دون فائدة لمَن سرقها. وعملية التشفير مهمة جداً للهواتف التي تحتوي على ذاكرة خارجية، لأنه حتى لو تمّت سرقة الجهاز وإزالة الذاكرة الخارجية منه ووصلها بالكمبيوتر، فالسارق لن يتمكّن من فتح أيٍّ من الملفات والصوَر لأنّ مفتاح التشفير الذي يعيد تركيب هذه الملفات والصور موجود على الهاتف فقط الذي من المفترض أن يكون محميّاً بكلمة سرّ.

تجدر الإشارة إلى أنّ غالبية الهواتف الحديثة العاملة بنظام أندرويد و«iOS»، تعمل تلقائياً أو يدوياً على تشفير المحتوى أيّاً كان، شرط أن يكون الهاتف محميّاً بكلمة سرّ أو ببصمة الإصبع أو بأيّ وسيلة متاحة.

في السياق عينه، يمكن تنزيل برامج لتشفير البيانات للراغبين بتشفير الكمبيوتر أو ذاكرة الـ»USB» الخارجية أو أيّ من طرق التخزين الإحتياطية، وكذلك البريد الإلكتروني.

وتعمل هذه البرامج بطريقة مشابهة كما في الهواتف الذكية، بحيث إنه لا يمكن فتح الملفّات الموجودة عليها إلّا بعد وضع مفتاح فكّ التشفير، الذي يكون قد تمّ الحصول عليه أثناء قيام المستخدم بعملية التشفير.

أنواعُ التشفير

هنالك أنواع عدة من صيغ التشفير تختلف عن بعضها في طريقة عملها وقوتها. ومن أبرز هذه الأنواع طريقة «Symmetric Encryption»، وهي عبارة عن تشفير متماثل يستخدم مفتاحاً واحداً فقط للتشفير وفكّه.

كذلك، هنالك نوعٌ ثانٍ من التشفير ويُعرف بالـ«Asymmetric Encryption»، وهو تشفير غير متماثل، بحيث يقوم بإنشاء مفتاح عام ومفتاح خاص مختلف لفكّ التشفير.

في السياق عينه هنالك نوع «One-way hash Encryption»، وفيه تتمّ عملية التشفير عن طريق تحويل النص العادي إلى نصّ غير مفهوم وكذلك الصور والفيديوهات والأصوات.