IMLebanon

وهْج الأحكام المرتقبة في جريمة اغتيال الحريري الأب بدأ يلفح بيروت 

 

تَمْضي بيروت في السعي إلى «الانضباط» المالي الذي «يؤهّلها» للاستفادةِ من مقرّرات مؤتمر «سيدر» بناءً على إصلاحاتٍ تشكّل في الوقت نفسه ما يشبه «قارب النجاة» من انهيارٍ ينذر بحال حصوله بـ «ابتلاع» الواقع المالي – الاقتصادي، في حين تُرْخي الوقائع الإقليمية بثقلها على البُعد السياسي للوضع اللبناني الذي لا يقلّ دقّةَ، نظراً الى التقاطعات التي ترْبطه بـ «صواعق» المنطقة، والذي ينتظرُه استحقاقٌ قضائي ذو تداعياتٍ سياسية يتمثّل في الأحكام التي ستصدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والتي صارت «بلاد الأرز» في… «مدارها».
وفيما يرجّح أن يلتئم مجلس الوزراء غداً في جلسةٍ خاصة لإقرار خطة الكهرباء وتالياً وضْع هذا الملف الذي يثقل كاهل الخزينة على سكة الحلّ الذي يعتمد على مساريْن متوازييْن، دائم وموقت، بالتزامن مع الاستعدادات لبتّ مشروع موازنة 2019 الذي أنجزه وزير المال علي حسن خليل متضمناً تخفيضات في الإنفاق تؤمن تراجعاً في العجز بأكثر من 2 في المئة، علماً أن هذين العنوانيْن يشكّلان المدخل لبدء تسييل مقررات «سيدر»، استقطبتْ الأضواء داخلياً زيارة وزير خارجية فنزويلا خورخي أرياسا.
ورغم أن أرياسا لم يطلق تصريحاتٍ بعد لقاءاته الرسميّة مع الرئيس ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل مكتفياً بنقْل رسالة شفوية من الرئيس نيكولاس مادورو إلى عون، فإن الأنظار كانت شاخصة على مغازي «اللقاء التضامني» مع فنزويلا الذي أقيم مساء امس في أحد فنادق بيروت، إلى جانب ترقُّب اللقاء المرجَّح بين أرياسا وبين الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله الذي كان أعلن منذ بدء الأزمة في فنزويلا رفْض «الهجمة الأميركية عليها».
ولاحظتْ أوساط سياسية، أنه فيما كان أرياسا يُجري محادثاته، تلقى رئيس الحكومة سعد الحريري، اتصالاً من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو هنّأه خلاله بالسلامة من عملية القسطرة التي خضع لها أخيراً واطمأن الى صحته، «وكانت مناسبة تم خلالها البحث في الأوضاع العامة في المنطقة ومتابعة القضايا التي نوقشت خلال زيارة بومبيو الأخيرة لبيروت».
وفي موازاة ذلك، انشغلتْ بيروت بزيارة رئيسة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضية إيفانا هردليشكوفا على وقع ترقُّب صدور الأحكام الغيابية بحق المتَهمين الأربعة من «حزب الله» باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، وذلك بعد أن تُنْهي غرفة الدرجة الأولى مرحلة المذاكَرة التي بدأتْ في سبتمبر الماضي والمخصصة لفحص الأدلّة التي قدّمها الأفرقاء وفق المعيار الأعلى وهو beyond reasonable doubt أي ألا يرقى إليها شكٌّ معقول.
وترافقتْ زيارة هردليشكوفا مع تقارير تحدثت عن بعثة أمنية دولية أوفدتْها المحكمة بلبنان إلى بيروت للقاء ذوي ضحايا التفجير الذي استهدف الحريري (وكل من النائب مروان حماده والوزير السابق الياس المر اللذين تعرضا لمحاولتيْ اغتيال) بغرض رصد ردود الفعل المحتملة فور صدور الأحكام ما اعتُبر مؤشراً إلى قرب صدورها، وهي التقارير التي قابلتْها الناطقة باسم المحكمة وجد رمضان رافضة «التعليق على مقالات محددة أو على التكهنات التي تُنشر في وسائل الإعلام»، ومؤكدة «أنه لا جدول محدداً لصدور الحكم النهائي في قضية اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه».