كتبت ميليسا ج. أفرام:
ها هي المشاريع الجديدة تعطي لاهالي القرى والجرود أولوية لتحسين نمط حياتهم، فلم تعد المشاريع الإنمائية حكرا على المدن والعاصمة. مشروع نموذجي لمدينة جبيل وقضائها ينطلق ليكتمل في نهاية هذا العام بهدف تسهيل التنقل بين قرى القضاء كله وصولا الى مدينة جبيل، ومن جبيل وصولا الى العاصمة بيروت.
ويعتمد هذا المشروع على تقنيات جديدة ووسائل حديثة ومتطورة للنقل المشترك.
ويأتي المشروع للحد والتخفيف من زحمة السير التي تمتد على طرقات عدد كبير من المناطق اللبنانية نتيجة عدم تنظيم قطاع المواصلات والنقل العام.
ويركز المشروع على تأمين المواصلات للمواطن بشكل متطور وحديث مماثل لما هو معتمد في بلدان العالم، وستتمكن هذه التقنية الجديدة المعتمدة في هذا المشروع من تغيير نظرة المواطن اللبناني الى النقل العام وستسهل عليه التنقل براحة وأمان.
ونتيجة لتخفيف زحمة السير من خلال اعتماد النقل العام، ستنخفض نسبة التلوث في الهواء اثر تراجع استخدام السيارات الخاصة للتنقل.
وستتولّى شركة wego بدعم من النائب زياد الحواط وبالتواصل مع جميع رؤساء بلديات قضاء جبيل واتحاد البلديات تنفيذ هذا المشروع، من خلال تأمين 40 باصاً تتنقل في جبيل وقراها من نحو 90 نقطة انطلاق تمّ تقسيمها على ٧ خطوط.
وتتراوح كلفة التنقل بين 2000 و5000 ليرة لبنانية، وسيكون الاشتراك الشهري مؤمّناً للراغبين عن طريق البطاقات المدفوعة سلفاً.
وستكون كل الباصات مجهزة بالـwifi وبـ mobile app لمعرفة توقيت ومكان مرور كل باص، اذا كل ما عليك أيها المواطن هو الاسترخاء والاستمتاع بوقتك خلال التنقل.
راعي المبادرة النائب زياد حواط شدد في حديث لموقع IMLebanon على انه قبيل نهاية هذا العام، سنرى الباصات تتجول بانتظام بين مدينة جبيل وقراها، آملا في أن يطبق المشروع في المناطق الأخرى بعد التأكد من نجاحه وتجاوب المواطنين مع مشروع النقل العام.
ورأى حواط أن ما من حل جذري لزحمة السير سوى من خلال نقل مشترك حديث ومتطور واقتناع المواطن بثقافة النقل المشترك.
ولفت الى ان توسيع الطرقات لا يفي بالغرض المطلوب، فأعمال التوسيع بحاجة لوقت طويل إضافة الى أن عدد السيارات على الطرقات يزيد سنويا مما يجعل التوسيع حلا موقتا، فيما انتعاش وسائل النقل المشترك يشكل الحل الدائم.
وسيسمح مشروع النقل المشترك لعدد كبير من المواطنين بالبقاء في قراهم وعدم النزوح الى المدينة، نظرا إلى أن وسيلة التنقل باتت أسهل، بحسب ما أكد حواط، مشيرا الى ان ذلك قد يكون حلا للشباب نظرا لارتفاع أسعار الشقق في المدينة وأزمة الإسكان.
وأكد حواط أنه تم عرض المشروع على وزارة الاشغال والنقل، على أن يتم عرضه على لجنة الاشغال العامة والنقل.
وقال: “ليس صحيحا ان لبنان بلد اللانتيجة، إذا كانت النية والإرادة والتخطيط موجودة فبإمكاننا بناء وطن”.
وأضاف: “البلد لن يستقيم الا باللامركزية الإدارية، ومن غير المسموح أن يعمل كل وزير لمنطقته أو لحزبه فهو وزير لكل لبنان، ومن خلال اللامركزية ستتبارز المناطق في ما بينها إيجابا للقيام بمشاريع إنمائية.”
وردا على سؤال، أوضح حواط ان فكرة المشروع كان قد طرحها في خلال مرحلة توليه رئاسة بلدية جبيل، وعمد الآن مع رؤساء بلديات وقرى جبيل إلى تطويرها.