IMLebanon

شراكة واشنطن – الجيش الى اتساع: مساعدات نوعيّة

كشفت مصادر ديبلوماسية غربية مطّلعة لـ”المركزية” إن التعاون بين واشنطن والجيش اللبناني آخذٌ في التجذّر، وأُسسُه اشتدّت مع كل تحدّ واجهته المؤسسة وأثبتت فيه انها على قدر الثقة والتطلعات، وكان أبرزها دحر الارهاب الذي كان مرابضا على الحدود الشرقية في معركة “فجر الجرود”. فهذه المحطات وطّدت العلاقات بين الجيش والادارة الاميركية، حتى باتت تعتبره شريكا استراتيجيا اساسيا لها في المنطقة، ونموذجا يفترض ان تحتذي به جيوشها، قيادة وأداء.

وفي سياق تعزيز الأواصر، تكشف المصادر عن زيارة سيقوم بها قائد القيادة الوسطى في الجيش الاميركي الجنرال فرانك ماكنزي الى الشرق الاوسط قريبا، ستلحظ محطة في بيروت هدفها التعارف بعد تعيينه في المنصب خلفا للجنرال جوزف فوتيل. وستكون للمسؤول الجديد اجتماعات مع قيادة الجيش ستحمل تأكيدا على التزام واشنطن دعمه.

وفي الاطار عينه، تلفت الى ان الجيش اللبناني سيتسلم قبل ايلول المقبل، دفعة من المدرعات من ضمن برنامج موازنة 2018 الاميركية، بعدما تسلم منذ ايام، طائرات من دون طيار. والحال ان الجيش اللبناني بدأ يتسلم اسلحة اميركية كانت محظّرة عليه سابقا (ومنها الطائرات المذكورة) بسبب فيتو اسرائيلي، يبدو تلاشت مفاعيله مع وصول العماد جوزف عون الى رأس المؤسسة. المصادر تكشف ايضا ان قيادة الجيش تنوي ارسال سيّدات ضبّاط في سلاح الجو اللبناني، الى الولايات المتحدة، للخضوع لدورات تدريبية وصقل مهاراتهن، في خطوة لافتة ونوعية، تريد منها اليرزة، إظهار الوجه الحضاري التقدمي للقوات المسلحة اللبنانية، بعد ان كانت، لدى دولة الامارات وحدها، سيدات في سلاح الجو!

ومهما تبدّلت السياسات الاميركية الخارجية، فإن دعم واشنطن للجيش بات من الثوابت التي لا تتأثر ايضا بتقليص الموازنات او توسيعها، وذلك بفضل أدائه الذي لا غبار عليه. فالمصادر تنقل عن مسؤولين اميركيين مفاجأتهم بجهوزية الجيش اللبناني العسكرية مقارنة بالجيوش العربية الاخرى، وإشاداتهم وتقديرهم له ولاستقلاليته. فخلال ندوة عقدها “معهد أميركان أنتربرايز”، في مركزه في واشنطن، تحت عنوان “بناءُ جيوش عربية أفضل”، في حضور القائد السابق لقوات التحالف الدولي ضدّ “داعش” الجنرال شون ماكفرلاند، وخبير وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي آيه” سابقا في الشرق الأوسط كينيث پولاك، قالت نائبة رئيس المعهد دانيال پلاتكا، التي كانت تدير الحوار، وفي اطار حديثها عن طائفية الجيش العراقي ونفوذ الميليشيات الإيرانية في المنطقة، إن “الجيش اللبنانيّ تمّكن من معالجة آفة الطائفية والمذهبية بعد اتفاق الطائف ونجح في استيعاب مجموعات عدّة من الميليشيات المذهبية باستثناء “حزب الله”، كما نجح في تذويب الهويات الطائفية تحت قيادته وجعل قادته العسكريين يخدمون في مناطق لا ينتمون اليها، الأمر الذي يجعل من الجيش اللبناني نموذجا يحتذى في العالم العربي وفي ثقافته الطائفية – الدينية المتعصّبة”.

وفي الإطار نفسه، قال الجنرال ماكفارلاند، إن لبنان مختلفٌ عن بيئته – رغم نفوذ “حزب الله” فيه – وبالتالي فإن لبنان مختلف عن العراق، حيث أن الأخير مرتبط مباشرة بإيران بسبب الهيمنة الشيعية فيه، الامر الذي يجعل تطبيق النموذج اللبناني في بغداد مستحيلا. وتابع “الإيرانيون يتمتعون بنفوذ في العراق وفي لبنان، إلا أن المؤسسات اللبنانية الحكومية والرسمية ترفض تدخل أجهزة طهران، وهذا للأسف ما لم يحصل في العراق”.