IMLebanon

ميقاتي: سأكون ضد رفع الضريبة على القيمة المضافة عند طرحها

أكد الرئيس نجيب ميقاتي ان “مؤتمر سيدر هو عبارة عن إصلاحات كنت أتمنى لو قمنا نحن بها بمعزل عن أي رغبة خارجية”، ولفت إلى أنه “لا يحبذ رفع الضرائب قبل وقف الهدر والفساد كي نستطيع إقناع المواطن بأن يتحمل جزءا من كلفة الإنقاذ.”

وتابع:”أنا لا أستطيع اقناع نفسي بجدوى رفع الضريبة على القيمة المضافة قبل إجراء الإصلاحات المطلوبة، وبالتأكيد سأكون ضد رفعها عند طرح الموضوع”.

وقال خلال لقاء حواري مع طلاب الجامعة اليسوعية إن “لا عداوة في السياسة بل خصومة ومصالح، فبعد الانتخابات النيابية العامة التي حددت الأوزان السياسية في البلد، والخارطة السياسية التي كانت تؤشر لإعادة تكليف الحريري رئاسة الحكومة والهجمة التي طالت يومها مقام رئاسة مجلس الوزراء، قمنا أنا والحريري بخطوات للتقارب على قاعدة دعم وتحصين مقام رئاسة مجلس الوزراء ومصلحة طرابلس، لأن استمرار الخصومة كان سينعكس سلبا على حقوق طرابلس ويدخلنا في مناكفات لا طائل منها”.
وأضاف: “كلانا يعمل من اجل مصلحة طرابلس وخدمتها والمحافظة على مقام رئاسة مجلس الوزراء”.

وأشار ميقاتي إلى انه “لو صرف مبلغ المئة مليون دولار الذي رصدته حكومتنا لمشاريع اسمية في طرابلس، لكان الكثير من المشاكل قد تم حله”.

وردا على سؤال عما فعله خلال توليه مرتين رئاسة الحكومة لطرابلس، قال: “حكومتي الاولى عام 2005 أتت في ظروف صعبة بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واستمرت فقط مئة يوم، لكننا نجحنا في إجراء انتخابات نيابية نزيهة بشهادة كل التقارير المحلية والخارجية ونقلنا البلد من ضفة الى اخرى. اما في حكومتي الثانية عام 2011، فقد رصدنا لطرابلس مبلغ مئة مليون دولار لتنفيذه على لائحة مشاريع محددة بالاسم، وحتى الآن لا يزال قسم كبير من هذه المشاريع غير منفذ رغم توافر الاموال، في حين ان المبلغ المماثل الذي طلب على طاولة مجلس الوزراء اعطاؤه للمناطق الاخرى تم تنفيذ غالبيته. خلال رئاستي الحكومة تم استكمال تشييد مبنى الجامعة اللبنانية وتحويرة الميناء ومشاريع اخرى رغم المعارضة الشرسة التي تعرضت لها حكومتنا والظروف المحلية والخارجية، وأبرزها بدء الازمة السورية. ولو صرف مبلغ المئة مليون دولار الذي رصدته حكومتنا لمشاريع اسمية في طرابلس لكان الكثير من المشاكل قد تم حله”.

وعن إمكان توفير فرص عمل للشباب اللبناني ولا سيما ابناء طرابلس، أجاب: “لقد تسبب التطور التكنولوجي بنقص في فرص العمل وفي الحاجة الى اليد العاملة، لكن هذا النقص يمكن توفيره بقطاعات أخرى ومنها قطاع المعلوماتية، وفي طرابلس شارف مشروع القرية التكنولوجية الالكترونية الانتهاء على قسم من ارض معرض رشيد كرامي الدولي، كجزء من المنطقة الاقتصادية الخالصة، وسيوفر الكثير من فرص العمل الجديدة”.

وعن منطقة عكار المحرومة، قال: “عكار تحتاج الى الكثير من المشاريع ولكن الاساس في تنشيط الدورة الاقتصادية فيها هو تحريك مشروع مطار الشهيد رينيه معوض في القليعات وتخصيصه للشحن الجوي وللطيران العارض في آن معا. الشحن الجوي يفيد عكار في تسويق المنتجات الزراعية شرط تطويرها لتواكب المواصفات العالمية. وفي أيام حكومتي طلبنا من شركة أميركية إجراء دراسة مفصلة عن مطار القليعات، وبدأنا البحث مع السلطات السورية في موضوع التنسيق الجوي نظرا الى الحاجة الى أخذ موافقة السلطات الجوية السورية في موضوع الهبوط والإقلاع شرقا، بحسب ما تنص عليه قوانين منظمة الطيران المدني الدولي، لكن البحث توقف بسبب بدء الأحداث في سوريا”.

وسئل عن ملف الكهرباء وتعطيل ملف شركة “نور الفيحاء”، فأجاب: “إن المشروع الذي أقرته الحكومة بالامس يتطابق في جوانب عديدة منه مع مشروع “نور الفيحاء” ولذلك سنتحدث مع رئيس الحكومة في موضوع تقصير المدة المحددة بالعام 2023، والتي اخرت تنفيذ معمل الحريشة. الاساس عندنا هو تأمين الكهرباء لطرابلس كائنا من كان منفذ المشروع”.

وسئل عن الهدر في الدولة والتوظيف العشوائي فقال: “وقف الفساد يحتاج الى وقفة جريئة لوضع حد للفساد والمفسدين”.

وعن ملف الهاتف الخليوي قال: “عندما طلبت منا شركة فرانس تيليكوم أن نتشارك معها لتأمين الهاتف الخليوي في لبنان، لم يكن أحد يصدق أن هذا القطاع سينجح وكانت التقديرات عن عدد المشتركين متواضعة، ولكن عندما نجحنا وطورنا العمل كثر الحسد والكلام ان هذا القطاع هو نفط لبنان ويؤمن عائدات مذهلة للدولة، فتقرر يومها استرداد الدولة لرخصتي الهاتف الخلوي، ثم قامت الدولة بتلزيم الادارة الى شركتين اخريين على ان يبقى تحديث القطاع في عهدة الدولة. عام 2016 حققت الدولة من عائدات الخلوي واوجيرو مبلغ ملياري دولار، أما في العام 2018 فانخفضت الايرادات الى مليار ومئة مليون دولار، فيما المال المتبقي يصرف على شراء معدات جديدة لمنفعة هذا التاجر وذاك وقسم كبير من هذه المعدات لا يزال غير مستعمل بسبب سوء الادارة. هذا احد ابواب الهدر الذي يجب وقفه”.

وكشف ان “جمعية العزم والسعادة الاجتماعية” قدمت لطلاب الجامعة اليسوعية في فرعي بيروت والشمال 480 منحة جامعية لطلاب اغلبيتهم الساحقة من طرابلس والشمال.
وتطرق الى “العلاقة الوثيقة” التي تربطه بالجامعة اليسوعية لا سيما عندما القى خطاب حفل التخرج عام 2000، “والذي لقي يومها ردات فعل قوية”.

وردا على سؤال عن آفة المخدرات التي تجتاح الشباب اللبناني، قال: “أدعو شباب لبنان الى التنبه والابتعاد عن هذه الافات المضرة، والتي لا يمكن مكافحتها فقط بالعقوبة بل بالتوعية والمعالجة السليمة وعدم التشهير. نصيحتي للطلاب ولجيل الشباب عموما ألا يكونوا اسرى اي شيء في الحياة، بل أن يحددوا خياراتهم بطريقة صحيحة وواقعية. وانطلاقا من وعيي لأهمية معالجة هذه الآفة، بدأنا البحث في إنشاء مركز للمعالجة من المخدرات في طرابلس والشمال”.