IMLebanon

واشنطن وحائط المبكى (بقلم بسام ابو زيد)

كتب بسام ابو زيد : 

لا يرغبون في مواجهة “حزب الله” ولا يرغبون من جهة ثانية في خسارة العلاقات مع الأميركيين.

هذا هو حال بعض الذين زاروا ويزورون واشنطن من أجل إبلاغها ان لا قدرة للبنان واللبنانيين على حل مسألة سلاح “حزب الله” وتدخلاته في عدد من الدول، وأن السلاح مسألة ذات بعد إقليمي، وأن العمل يجب أن ينصب على تقوية الدولة اللبنانية ومؤسساتها، وعلى إلزام إسرائيل بوقف إنتهاكاتها للأجواء والأراضي والمياه اللبنانية وحل المشاكل الحدودية معها في البر والبحر.

هذا الكلام ولم ولن يغير في النظرة الأميركية لـ”حزب الله” وفي المخططات التي تضعها الإدارة لممارسة المزيد من الضغط والتضييق عليه وعلى داعميه بالمال والسلاح، علماً أن مسألة الضغط وفرض عقوبات على داعميه في السياسة موضوعة على الطاولة، والخيارات فيها متعددة من مجموعات إلى أشخاص.

لقد سمع بعض الذين زاروا العاصمة الأميركية تساؤلات تتعلق بالأسباب التي تدفع ببعض المسؤولين والقيادات من غير الشيعة للتحالف مع “حزب الله”، وقد اعتبر الزوار هذا الكلام بمثابة مؤشر على المسار الذي يمكن أن تسلكه العقوبات في المرحلة المقبلة.

هذا الواقع يؤشر إلى أن الحكومة اللبنانية مشرذمة لجهة التعاطي مع هذا الموضوع، إذ إن فيها من يؤيد العقوبات ومن يرفضها، ولا يمكن لهذه الحكومة أن تخاطب الأميركيين بلغة واحدة، وهذا ما يدركه هؤلاء فيلعبون على التناقضات اللبنانية من العقوبات معتقدين أنها ستمنحهم المزيد المناورة في توسيع الهوة بين “حزب الله” وبقية القوى السياسية التي باتت تشعر أكثر فأكثر أنها قد تكون مستهدفة في أي لحظة، وأن ازدواجية المواقف اللبنانية لم تعد تجدي نفعاً لدى الأميركيين لدفعهم إلى التغاضي عما يخططون له من عقوبات جديدة.

ويقول بعض العاملين في الإدارة الأميركية إن الكلام الذي أورده وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو من على منبر وزارة الخارجية اللبنانية كان الأعنف في المواقف الأميركية ضد “حزب الله”، وقد صيغ في واشنطن قبل أيام من توجه بومبيو الى المنطقة ولم تحصل عليه أي تعديلات، وأن الهدف كان إيصال رسالة واضحة إلى بعض من في الحكومة اللبنانية بأن أسلوب التعاطي الأميركي قد تغير.

مما لا شك فيه أن الأميركيين يغلبون مصلحتهم على المصلحة اللبنانية ولا يؤمنون بالخصوصية اللبنانية في التعاطي مع موضوع “حزب الله” لضمان الاستقرار ولا يرغبون في أن يكونوا حائط مبكى للبنانيين على اختلاف توجهاتهم، كما أن إسرائيل تلعبا دورا متصاعداً في التحريض ضد “حزب الله” والحكومة اللبنانية في آن معا، وهذا ما يجب أن يلزم الحزب والحكومة بشقيها المؤيد والرافض للعقوبات في تحديد المصلحة اللبنانية من هذا الموضوع لأن الحقيقة التي لا مفر منها هي ما قاله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إن” هذه العقوبات تؤثر على جميع اللبنانيين”.