IMLebanon

البابا فرنسيس يقبّل الأقدام لينقذ الأرواح (إستال خليل)

كتبت إستال خليل:

ركع البابا فرنسيس وقبّل أقدام زعماء جنوب السودان المتحاربين، فأذهل العالم لتواضعه.

ركع في عالم يسوده الكبرياء والتقاتل من أجل المناصب، ففاح عطر البخور والقداسة من ثوبه الأبيض، وأشعل بركعته شياطين الحروب والبغض والكراهية التي راحت تتلعثم بلسان البعض، وتتفوه بأبغض العبارات المقززة.

ركع لأنه على خطى المسيح، و”لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ”. (لو 14: 11)

ركع عند أقدامهم داعياً للسلام، راجياً عدم العودة الى الحروب، فأدهش قادة العالم بفعله، لأنهم اعتادوا أن يكون صاحب السلطان ملكاً، وأن يسير محملاً على الأكتاف، وأرجله لا تدوس الأرض.

ركع البابا فرنسيس لأنه ابن الكنيسة الحقيقية، ولأن التواضع من أبرز تعاليمها، ولأن يسوع المسيح قال لنا: “أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ.” (مت 5: 44)

غريب علينا أن نرى كل هذا الكم من التواضع الذي لا نستحقه، فعقولنا السطحية لن تستوعبه، لأننا اعتدنا جشع النفوس واللهث خلف السلطة والأنوف المرفوعة والغرور الخبيث الذي التهم نفوسنا منذ زمن طويل.