IMLebanon

طريقة “آمنة” للتلذّذ بضيافات الفصح

كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:

مَن منّا يستطيع مقاومة بيض الشوكولا، والمعمول، والكعك خصوصاً بعد فترة الصوم والامتناع عن أصناف غذائية عدة؟ إنه أشبه بالأمر المستحيل، ولكن في النهاية هل المطلوب فعلاً الحرمان من ضيافات عيد الفصح المجيد، أم يجب تناولها بذكاء للتلذّذ بها وفي الوقت ذاته الإفادة من خصائصها؟

تطرّقت إختصاصية التغذية، راشيل قسطنطين، بداية حديثها لـ«الجمهورية» إلى المعمول، فقالت إنّ «العديد من الأشخاص يخشون تناوله لغناه بالسعرات الحرارية بسبب المكوّنات التي تدخل في تركيبته وتحديداً السمنة، والزبدة، والسميد، والسكر وبودرته، وماء الزهر والورد. جنباً إلى حشوته اللذيذة المتمثلة بالتمر، أو الجوز، أو الفستق حلبي. كل معمول متوسط الحجم من التمر يؤمّن 220 كالوري، والجوز 260 كالوري، والفستق حلبي 210 كالوري. أمّا القطعة الكبيرة من المعمول فيمكن أن تراوح بين 280 و320 كالوري، والمعمول الصغير يحتوي ما بين 80 إلى 110 كالوري».

غير أنها أكّدت أنّ «هذه الوحدات الحرارية المرتفعة تُقابلها منافع غذائية وصحّية عديدة ترجع تحديداً إلى حشوة المعمول:

 

التمر

مصدر جيّد للفيتامينات والمعادن الأساسية للجسم كالماغنيزيوم، والزنك، والكالسيوم، والحديد، والبوتاسيوم. كذلك يحتوي التمر على سكريات طبيعية هي الفروكتوز، والغلوكوز، والسوكروز التي تعزّز الطاقة، جنباً إلى الألياف أبرزها الـ«Pectin» المهمّة لعمل الجهاز الهضمي، وتوفير الشعور بالشبع، وتفادي الإمساك، وخفض حدّة البواسير.

ثبُت أنّ تناول التمر باعتدال يمنع الإصابة بالسكري لأنه يتحكّم في نسبة السكر في الدم، كما أنه يحارب الالتهابات بفضل احتوائه على الماغنيزيوم الذي يمنع إلتهاب كل من الشرايين، والمفاصل، والجهاز الهضمي.

يشتهر التمر أيضاً بقدرته على خفض الكولسترول السيّئ في الدم، وبالتالي فهو يُجنّب أمراض القلب وتصلّب الشرايين، ويحمي من الألزهايمر لأنه يساعد على التركيز والاسترخاء، وبما أنه يضمّ جرعة عالية من الحديد فهو يُعتبر علاجاً لفقر الدم. كل 2 إلى 3 حبّات من التمر تساوي حصّة يومية من الفاكهة.

الجوز

يحتوي على الأوميغا 3 و6 المهمّين لحماية القلب والشرايين، والحامض الأميني «Arginine» الذي يوسّع الأوعية الدموية ويخفض خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

يلعب الجوز دوراً فعّالاً ضدّ السرطان، وتحديداً القولون والبروستات، وينعكس إيجاباً على الدماغ بما أنه يقوّي الذاكرة ويمنع الإصابة بالألزهايمر لغناه بمضادات الأكسدة. فضلاً عن أنه يؤمّن الشبع لوقت أطول، لذلك يُنصح به كسناك.

الفستق حلبي

يتميّز بارتفاع جرعة الفيتامين B6 فيه الذي تبيّن أنه مهمّ لإيصال الأحماض الأمينية إلى الدماغ، لذلك فهو يدعم الجهاز العصبي. فضلاً عن أنه يحتوي على ألياف كثيرة تقي من الإمساك، وتخفض الكولسترول، وتردع السرطان».

إستناداً إلى هذه المعطيات، شدّدت قسطنطين على أنّ «المعمول يملك فوائد جمّة يجب أن تشجّع كل شخص على تناوله خلال فترة العيد، شرط الحرص على استهلاك كل قطعة بدلاً من حصّتين من الفاكهة وحصّة من النشويات، وإلغاء وجبة الفطور للتمكن من تناوله صباحاً وبالتالي تفادي زيادة مجموع السعرات الحرارية اليومية.

صحيح أنه لا يُنصح إطلاقاً بحذف الوجبات الغذائية، ولكن إستثنائياً خلال العيد يمكن أن يحلّ المعمول مكان الفطور. فنتيجة تناول 3 إلى 4 معمول في اليوم بسبب الضيافات والزيارات، يمكن بسهولة إستهلاك 1000 إلى 1200 كالوري إضافية من دون ملاحظة ذلك».

الكعك

وفي ما يخصّ الكعك، الذي يُعتبر بدوره رمزاً أساسياً في عيد الفصح، أوضحت خبيرة التغذية أنه «لا يمكن التحدّث هنا عن فوائد لأنّ كعك العيد عبارة فقط عن طحين، وسكر، وزبدة، وبالتالي فهو مختلف عن المعمول. اللافت أنه مليء بالسعرات الحرارية، بحيث إنّ كل حبة متوسطة الحجم تزوّد الجسم بـ200 إلى 220 كالوري.

وبما أنه يتضمّن نسبة سكر عالية جداً، فهو يشكّل ضغطاً على البنكرياس من أجل إفراز نسبة عالية من الإنسولين، الأمر الذي يعزّز احتمال الإصابة بالسكري، ويسبّب الجوع عقب تناوله نتيجة إرتفاع السكر في الدم سريعاً ومن ثمّ هبوطه فُجائياً. لذلك يُفضّل عدم استهلاكه بكميات عالية».

بيض الشوكولا

وبالنسبة إلى مُحبّي الشوكولا، فقد كشفت لهم قسطنطين أنّ «كل بيضة (10 غ) تؤمّن ما بين 50 إلى 60 كالوري وفق حشوتها، وبالتالي يمكن تناولها بدلاً من حصّة واحدة من الفاكهة. يُنصح باختيار بيض الشوكولا الأسود الذي يتضمّن نسبة عالية من الكاكاو، جنباً إلى الماغنيزيوم، والمنغانيز، والنحاس، والحديد، والسلينيوم، والزنك.

وبذلك فهو يملك فوائد كثيرة تشمل حماية القلب والشرايين، والسيطرة على معدل السكر في الدم، وتوفير حصانة مرتفعة ضدّ السرطان، وتنشيط الدورة الدموية، وتحسين المزاج، وخفض حدّة التوتر، والتخلّص من التعب والإرهاق، ومنح الشعور بالسعادة لأنه يحفّز إنتاج هورمون السعادة «إندورفين». يُنصح باختيار الأنواع التي تحتوي على 70 في المئة أو أكثر من الكاكاو، والتلذّذ بها باعتدال.

من جهة أخرى، يجب عدم نسيان أنّ الشوكولا الأسود يضمّ جرعة عالية من الكافيين قد تسبب الشعور بالأرق، لذلك يجب الحذر خصوصاً بالنسبة إلى الحوامل والأطفال.

البيض المسلوق

وتعليقاً على فوائد البيض المسلوق، أفادت أنّ «بيضة واحدة تؤمّن 75 إلى 80 كالوري، و7 غ من البروتينات، وأحماضاً أمينية كاملة للجسم، و13 نوعاً من الفيتامينات والمعادن. يُنصح به خصوصاً للرياضيين والأطفال لكثرة بروتيناته، كما أنه يُجدّد العضلات عند كبار السنّ. يمكن تناول بيضتين على الفطور، علماً أنّ البياض يضمّ أعلى جرعة من البروتينات، في حين أنّ الصفار يحتوي 3 أنواع من الفيتامينات هي A وE وD، جنباً إلى مادة «كولين» التي تنعكس إيجاباً على وظائف الخلايا، وتُفيد الحوامل، وتحتوي على مضادات أكسدة تحارب الجذور الحرّة والأمراض».

وأضافت: «من الشائع التوصية بعدم الإفراط في البيض حِفاظاً على معدل كولسترول طبيعي، غير أنّ الدراسات الأخيرة أظهرت أنه يجب عدم الخوف من الكولسترول المتوافر في البيض لأنه لا يرفع مجموع الكولسترول في الدم، إنما هذا الأخير يتأثر تحديداً في الدهون المشبّعة الموجودة في الوجبات السريعة، والمقالي، والدهون المهدرجة. الأفضل تناوله باعتدال وعدم الخوف منه».

مُلوّنات طبيعية

وعن سُبل تلوينه، أوضحت أنه «يُستحسن تجنّب الملوّنات المصنّعة الضارة التي قد تخترق قشرة البيض وتسبّب مشكلات في الجسم. الأفضل إذاً الاستعانة بالطرق الطبيعية التي تشمل الفاكهة، والخضار، والبهارات مثل الخضار الورقية (سبانخ، وبقدونس، ونعناع) للحصول على الأخضر، والبصل أو القهوة للبنّي، والباذنجان أو الشمندر للبنفسجي، والكاري أو الكركم للأصفر، والقرفة أو البابريكا للبرتقالي، والكرز للأحمر. المطلوب ببساطة نقع البيض في هذه الصبغات الطبيعية لوقت طويل كي يتّخذ اللون الصحيح. كذلك يمكن الاستعانة بالرسوم التي تلتصق على البيض من دون تعريضه لمواد ضارّة».

وفي النهاية، دعت خبيرة التغذية إلى «الابتعاد عن فكرة الحرمان من مأكولات عيد الفصح، والحرص على تناولها باعتدال ومعرفة طريقة تعديل الوجبات الغذائية منعاً لزيادة الكالوري واكتساب الكيلوغرامات».