IMLebanon

كيف تتصرّفين إذا تجاوز الولد حدوده؟

كتبت ماري الأشقر في صحيفة “الجمهورية”:

تختلف تربية الأطفال بين الأهل، إذ لكلّ فرد طرقه الخاصة، ولكن في ظلّ هذا الاختلاف هناك بعض الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار، لتربية صحيحة.

هناك المدرسة القديمة التي تؤمن بتربية اطفالها على الطريقة نفسها التي عاشها آباؤنا، وهناك المدرسة الحديثة التي أخذت بالحرية المطلقة وعدم الاعتراض مهما تجاوز الطفل حدوده. فالصراع ما زال يشعل أفكار المربّين والأهل معا، مع تأييدنا للمدرسة الحديثة التي ترفض اساليب الماضي، والتي تبني نظريتها على اساس علمي مدروس، فإننا ما زلنا ننصح كل أمّ بأن تستعين بالحسّ والشعور والتجربة، وتكيّف ذلك بحسب طبيعة الطفل.

من الوسائل التي نقترحها، المكافأة أو الثواب. من الوسائل والطرق المتّبعة في عالم التربية الحديثة، فهي تنمّي عند صغيرك روح الطموح والمسؤولية وتمهد الطريق للتدرّب على ما هو جيد، على ألّا تصبح المكافأة شرطاً يقترحه طفلك مقدّمة لأيّ عمل يقوم به.

– القصاص أو العقاب: سلطة الحب أقوى من سلطة القوة، هذا بالطبع عند الاطفال خصوصاً، وبما انّ وجود السلطة قاعدة مقبولة ومعترف بها، فإنه يجب أن نستعملها. فالطفل الذي لا يعرف حدوداً ولا ينفع معه حوار أو نقاش أو مكافأة يجب ان يعرف أنّ تكرار رفضه والإصرار على خطئه قد يسبّب له رفضاً مماثلاً، يكون بعضه القصاص والتوبيخ والتهديد.

عند الطفل نوع من الخوف الداخلي، وقد يسبّب له عقداً صعبة، ولمنع الطفل من القيام بعمل غير لائق يمكن اللجوء الى القصاص.

– المديح والتشجيع: يمكن الانتقاد أن يكون حلّاً وسطاً فهو من انجح الطرق لتدريب الطفل على الاستمرار في تنمية قدراته وتوسيع معرفته. مثلاّ عندما ينجز طفلك شيئاً أو يبدي تقدّماً في قدراته وتوسيع معرفته، فإنه من الافضل ان تمدح هذا الانجاز بحد ذاته ليشعر بأنه «انجز» او «نجح» في عمل معيّن. اما المديح المستمر والغامض عند كل عمل لولدك فهو طريقة خاطئة تولّد لديه نوعاً من الضياع، ومع الوقت يتحوّل الى كلمة عابرة لا أثر لها.

– الحوار والتعلم: لا يفهم طفلك لماذا يجب غسل يديه، لا يفهم الخطأ في رمي لعبته او كسر الصحن، نعم انه لا يفهم أشياء كثيرة، ومهما كانت قدرات الطفل محدودة فإنّ الحوار لشرح بعض القواعد والحدود يبقى الطريقة المثلى، وإن كانت الأصعب والأكثر تعقيدا، فهذا يحتاج الى طول البال والسيطرة على الأعصاب وتفهّم بعض قواعد التربية. لدى الطفل مقدرة هائلة على التعلم، كما انه لديه رغبة جامحة للاقتداء، وهنا يكون دور الاهل للاستفادة من تلك الرغبة لدى طفلهم لتعليمه.

– القدوة والمثل: الأم والأب هما القدوة والمثل، فكل تصرف غير مسؤول، كل عصبية وصراخ ينعكس على الطفل سلبا، فشخصية الأم علاقاتها بطفلها بزوجها ببقية أفراد الأسرة، كلها تترك انطباعاً كبيراً عند الطفل، ولكي تجعلي طفلك يفعل ما تودّين فعله، حاولي أن تعملي ذلك امامه مع شرح حسنات وأخطاء هذا العمل او ذاك، وعندما نتكلم عن عنصر الأهل، فإننا على الرغم من قناعاتنا بالدور الاول للأم في تعاملها مع الطفل، نلحظ أنّ للأب واجباً لا يقتصر على قبلة الصباح والمساء، بل يجب ان يساهم مع الأم في بناء هذا الصرح الضخم.