IMLebanon

الأرمن من كسروان: شكرا لبنان! (تحقيق ميليسا ج. افرام)

كتبت ميليسا ج. افرام:

في ذكرى مرور 104 أعوام على الإبادة الأرمنية، وضع نصب تذكاري عربونا للصداقة اللبنانية الأرمنية على أوتوستراد جونيه لتخليد هذه العلاقة اللبنانية الارمنية وتخليد الشهداء الارمن اللبنانيين الذين سقطوا في فترة السلطنة العثمانية.

ولفت النائب البطريركي العام المونسنيور باتريك موراديان الى ان النصب هو لشكر لبنان واللبنانيين على ما قدموه لكل الشعوب وخاصة للشعب الارمني وللتأكيد ان الشعب الارمني اللبناني متعلق بهذه الارض، فالصداقة بين الارمن واللبنانيين ليست صداقة عابرة، فالارمن قد وجدوا في لبنان ملاذا آمنا لحرية العيش والمعتقد، وتمسكوا بهذا الوطن وبأرضه فباتوا شركاء في المواطنة على كافة الصعد الروحية والثقافية والسياسية والاقتصادية .

وقال موراديان في حديث لموقع IMLebanon: “شكرا لبنان، وسامحنا على كل ألم سببناه لك وسنعمل للمحافظة عليك كوطن للعيش المشترك والمحبة والرسالة”.

واشار موراديان الى ان هذا النصب هو لتذكيرنا بالشهداء الذين سقطوا في لبنان وارمينيا، فهو يرمز الى الانسان الذي يولد من الارض ليرتفع مع الشعلة، فحتى ان اضطُهدنا واستُشهدنا وهُجرنا وذُبحنا علينا الا نخاف، فمن خلال ايماننا نتخطى كل الصعاب. كما ان نصب الطفل هو رسالة للجيل الجديد، بعدم نسيان ما مرّ به الشعب اللبناني والارمني، معلقا: “اعلم ايها الجيل الجديد من انت وما هو ماضيك!”.

ويعتقد الكثيرون ان الارمن لم يطأوا ارض لبنان الا بعد الحرب العالمية الاولى اي بعد لابادة الارمنية، الا ان هذا الاعتقاد عار عن الصحة اذ ان الشعب الارمني أتى الى لبنان واتخذ منه موطنا منذ اكثر من الفي سنة.

وتاريخيا، امتدت مملكة ملك ارمينيا ديكران عام 83 قبل المسيح لغاية سوريا ولبنان وفلسطين، ومنذ ذلك الحين بقي الشعب الارمني متجزرا في لبنان، وكان التوجه لاقامة الاديرة وجمع الشمل وتحديدا من جبال كسروان، ابتداءا من دير الكريم في غوسطا (عام 1723) الى دير مار انطونيوس-  غزير وصولا الى مقرّ بطريركية الأرمن الكاثوليك  في بزمار (عام 1749).

اذا عند مروركم عند اتوستراد جونيه، توقفوا عند نصب الصداقة اللبنانية الارمنية وتذكروا تضحيات شهداء لبنان وارمينيا، فمن يجهل ماضيه لا مستقبل له!