IMLebanon

الحرب ليست نزهة (بقلم بسام أبو زيد)

كتب بسام ابو زيد:

 

بغض النظر عن النوايا العدوانية الإسرائيلية، وعن النتائج العسكرية للحرب إذا حصلت، وعما يمكن أن يلحق بالكيان الإسرائيلي من خسائر بشرية ومادية، فإن ما من أحد في لبنان الرسمي وغير الرسمي يرغب في السر أو في العلن بالحرب في جنوب لبنان مع العدو الإسرائيلي باعتبار أن هذه الحرب ستكون نتائجها مدمرة على لبنان واللبنانيين على مختلف الصعد.

لن يتورع العدو الإسرائيلي في أي حرب مقبلة عن تدمير القرى والبلدات والمدن في أي بقعة من لبنان، وبالتالي تهجير سكانها وسقوط الشهداء والجرحى، وسط أجواء داخلية لبنانية لا توحي بتضامن وطني على خلفية صراعات مذهبية وطائفية، إضافة إلى أن اللجوء إلى سوريا لن يكون متاحا هذه المرة باعتبار أنها تعاني من حرب ضروس وسكانها يقفون طوابير للحصول على الوقود وقوارير الغاز وغيرها من وسائل العيش اليومي.

لن يتورع العدو الإسرائيلي عن تدمير البنى التحتية والمصالح اللبنانية ونحن نعيد بناءها من خلال “سيدر” وغير “سيدر”، وبالتالي لن تكون الفرصة متاحة أمامنا مجددا لإعادة بنائها وبناء القرى والبلدات والمدن. فمن أين سنأتي بالأموال هذه المرة، وقد وضعنا دول الخليج في صف الأعداء والجمهورية الإسلامية الإيرانية تعاني من عقوبات غير مسبوقة؟

ليست الحرب بالنسبة إلى لبنان نزهة أو هوبرة أو ضجيجا نستمتع به، وقد أدرك الجميع هذا الواقع فسارعوا عند نشر كلام غير صحيح للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله عن حرب مرتقبة في الصيف، إلى نفي هذا الكلام والتأكيد على الهدوء الذي يتمتع به الجنوب وأن الصيف سيكون واعداً بالسياحة ومواردها.

هذا الواقع الجنوبي المستقر والذي يعيده قسم من اللبنانيين إلى معادلة “الجيش والشعب والمقاومة”، مطلوب ان يستمر بغض النظر عن أي معادلات لأن رقعة الحرب هناك إذا حصلت لن تبقى ضمن حدود منطقة القرار ١٧٠١. لذلك يجب على الدولة اللبنانية والمعنيين بالوضع والسكان هناك أن يحافظوا على هدوء تلك المنطقة وسلامها لأن فيها سلاماً لكل لبنان تضمنه أكثر فأكثر استراتيجية دفاعية لبنانية عمادها الجيش اللبناني في وجه عدو يفتش عن ذرائع ليواصل خرق سيادتنا وربما أكثر عندما تقتضي مصالحه.

في لبنان نحن لا نحتاج إلى الحروب، بل نحتاج سلاماً في وطننا ولوطننا وليس لأي جهة أو طرف أو دولة أخرى، والشجعان فقط هم من يصنعون السلام.