IMLebanon

هدية «حزب الله» الصاروخية لباسيل مُدجَّجَة بالرسائل

ينطلق في لبنان أسبوعٌ صاخِبٌ تقف معه الحكومةُ أمام محكِّ إقرار مشروع موازنة 2019 الذي صارتْ مناقشاتُه مُحاصَرةً بـ«قنابل موقوتة» تحت الطاولة وفوقها عَكسَت أن هذا الملف البالغ الأهمية بات عالقاً «بين ناريْ» طبيعة الإجراءات الموجعة المطلوبة لـ«إخماد» خطر الانهيار وملاقاة مقتضيات مؤتمر «سيدر»، وحركةِ الشارع والإضرابات المتعاظِمة التي تجتاح مَرافق أساسية في البلاد على قاعدة رفْض أيّ قراراتٍ «تحْرق» مكتسباتِ موظّفيها.

ويستأنف مجلس الوزراء اليوم جلسات مناقشة الموازنة بهدف إمرارها خلال هذا الأسبوع وسط استمرارِ المعاينة لمسارِ الاحتجاجاتِ على الأرض كما الإضرابات التي يشكّل العنصرَ الأكثر ضغْطاً فيها الإضرابُ المفتوحُ الذي أعلنه موظّفو مصرف لبنان والذي يُخشى أن يتمدّد ولو جزئياً الى المصارف مع تأكيد اتحادِ نقابات موظّفيها أن اجتماعاً سيُعقد الأربعاء «لإعلان الخطوات التضامنية مع موظّفي (المركزي) وقد نتجه الى إعلان الإضراب تضامناً معهم»، وهو ما سيُفاقِمُ من الإرباكات التي بدأتْ على مستوى السوق المالية والتعاملات اليومية للمواطنين مع القطاع المصرفي.
وبقي الهمّ المالي الشغل الشاغل لبيروت التي بدتْ وكأنها «غارقة حتى أُذُنيْها» في لعبة الأرقام وحساباتها، تشيح النظر عن «كرة النار» المُتَدَحْرِجة في غزة، وعن تطوراتٍ في الداخل «مدجّجةً» بالرسائل وليس أقلّها «صاروخ» وزير الخارجية جبران باسيل الذي تلقّاه هدية من «حزب الله» بحضور وزير الدفاع الياس بوصعب، وصولاً الى رعاية رئيس البرلمان نبيه بري اجتماع وصل ما انقطع في الأسابيع الأخيرة بين «حزب الله» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط.
ولم تتأخّر مشهدية «باسيل والصاروخ» (القذيفة الصاروخية) التي ارتسمت من بلدة راس أسطا في قضاء جبيل التي زارها رئيس «التيار الوطني الحر» (باسيل) السبت من ضمن جولة له في المنطقة، في التحوّل مادةً سياسية بامتياز نظراً إلى ما اختزلتْه من معانٍ تكتسب أبعاداً بالغة الدقة بحال تمت قراءتها «على مقياس» اللحظة الدولية التي لا يمكن فصْل الواقع اللبناني عنها.
فلم يكد أن يجفّ التقرير نصف السنوي للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس حول تطبيق القرار 1559 والذي جدد فيه مطالبة الدولة اللبنانية بنزع سلاح «حزب الله» مؤكداً ضرورة أن تحتكر الدولة امتلاك الأسلحة واستخدام القوة، حتى باغتت المشهدَ الداخلي صورةُ القذيفة الصاروخية وعليها علما «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» التي أهداها مسؤول المنطقة الخامسة في «حزب الله» الشيخ محمد عمرو «لمعالي الوزير المقاوم جبران باسيل» كما كُتب على القذيفة التي كان الحزب استخدمها في معركة جرود عرسال العام 2017.
وسرعان ما قوبلت هذه الواقعة بتعليقاتٍ لخصوم «حزب الله» وناشطين سياسيين انتقدوا ما اعتبروه تعريض لبنان للمخاطر عبر إشارات التماهي العلنية بين «حزب الله» ورموز في الحكم في لحظة العقوبات الأميركية القاسية والجهود التي تبذلها بيروت للحفاظ على مظلة الدعم الدولية والعربية لمسيرة نهوضه المالي والاقتصادي عبر «سيدر» وسواه.
وكان لافتاً حرْص المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للإعلام العربي أوفير جندلمان، أمس، على «قطْع» سبحة تغريداته «الحربية» حول التطورات في غزة ليعلّق على الصورة بتغريدةٍ كتب فيها: «وزير الخارجية اللبناني تلقى هدية جميلة وهي قذيفة أهداها له بكل محبة حزب الله الذي يحتلّ لبنان في خدمة طهران» سائلاً باللبنانية العامية «في وزراء خارجية بأي دولة بالعالم بيتلقّو هدايا من تنظيم إرهابي؟ ما تقولو إنو لبنان مش محتل بتواطؤ مع كبار المسؤولين بالبلد».

وفي موازاة الدلالات المعبّرة لإشارة مسؤول «حزب الله» الى ضرورة «تغيير سياسة النظام الاقتصادي في لبنان الذي وُضع لأجل أن يخدم فئة قليلة تريد أن تستأثر بمال واقتصاد الناس»، لم يمرّ كلام باسيل في المناسبة دون غمْز ضمني من قناة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط بانتقاد ما وصفه «بالأخطاء تجاه الوطن، فالبعض نكاية بشريكه في الوطن، لسبب صغير خاص به، يهدد الوطن كله، من خلال بيع موقف للخارج، تكون كلفته غالية جداً على الوطن. ولا يفكر بما سيأتي غداً، أو أن خسارة أرض من الوطن، هي خسارة لكل الوطن».