IMLebanon

مكتبة على إسم الراحل جورج افرام في جامعة الروح القدس

إحتفلت عائلة الوزير والنائب الراحل جورج افرام وجامعة الروح القدس-الكسليك بالذبيحة الإلهية في الذكرى الـ13 على رحيله، والتي ترأسها رئيس الجامعة الأب البروفيسور جورج حبيقه يعاونه لفيف من الكهنة بينهم رئيس كاتدرائية مار شربل أستراليا وإبن العائلة الأخ شربل افرام، بمشاركة العائلة ونجله النائب نعمة افرام وحضور الوزيرين السابقين روجيه ديب وسجعان قزي، النائب السابق الدكتور وليد خوري وحشد من الوجوه السياسية والاجتماعية والأصدقاء.

“يعني الإطار المؤسساتي أن نؤمن بتعاقب الأجيال وبأنها تكمل بعضها بعضا، وأن نتحول جميعا إلى حاملي مشعل بدلا من البقاء شمعة تحترق في الظلام”، هذه كلمات الراحل التي لا زالت أقواله المقرونة بالأعمال تذكر اللبنانيين بأن عليهم العمل على بناء الوطن الحلم، 13 سنة مضت على رحيله ولكن إرثه الوطني ورؤيته للشأن العام لا تزال حية ترزق.

وفند الأب حبيقه في عظته مزايا الراحل جورج افرام الذي كان يدافع بشراسة عن رسولية لبنان والتنوع فيه، مصالحا الشأن العام مع الشأن الخاص، وداعيا إلى تفعيل النجاح الجماعي على خطى النجاحات الفردية. فكان في مسيرة حياته كتلميذي عماوس، وهو بعد رحيله يبقى الحاضر الغائب.

وكانت كلمة للنائب نعمة افرام اعرب فيعا عن فخره بنهج والده الذي أسس لمدرسة في الشأن العام، وقال: “وها نحن بعد رحيله شهدنا عجزا متراكما عند مناقشة الموازنة لنقص الجهود الإصلاحية. فكره طريق نحو لبنان الجديد ويلخص في بعدين هما: القيم والاحتراف، وهي فيتامينات تنقصنا وعلينا العمل بجدية لإدخالها في القطاع العام. صرخة جورج افرام دعوة لأن نذهب في المسار الصحيح تفاديا للانهيار والموت”.

ونوه، من أمام المكتبة التي تحمل تاريخ وإرث وبذور لبنان، بقدرة اللبناني على الصمود والاستمرار رغم الويلات التي مرت على البلاد بفضل الرجاء المبني على الإيمان وعلى الأرقام والمعطيات. ففكرة ووجود لبنان أكبر من اللبنانيين وسياسييه. ولبنان مدعو ليكون خزان معرفة وشهادة طريقة حياة ملؤها المحبة مع المحافظة على الخصوصية، فيتجلى كوكبا فيه تنوع، وينخرط في رحلة صوب الحقيقة، شاكرا “الرهبانية والروح القدس الذي ألهم هذا المشروع ورسخه على إسم جورج افرام رفيق الرحلة”، متمنيا أن “يقدرنا الله على حمل الرسالة نحو لبنان الأفضل، ووطن مشع بجهود الجميع ومساعي عائلتين: أسرة الرهبانية والأسرة الإفرامية اللتين تحملان في قلبهما أثمن شيء داخل التاريخ يسوع المسيح”.

من جهته رحب الأب البروفيسور جورج حبيقة باسم الرئيس العام للرهبانية المارونية والرئيس الأعلى للجامعة قدس الأباتي نعمة الله الهاشم بالنائب افرام والأسرة والأصدقاء، واصفا “الحدث باليوم المجيد في تاريخ الجامعة، إذ يخلد ذكرى الراحل جورج افرام الذي كان مثال المطارد للمعرفة والحقيقة”.

قبيل تدشين المكتبة، جرت إضاءة الشعلة وإزاحة الستارة عن تمثال جورج افرام و عن لافتي المكتبة والمركز وإطلاق زوجي حمام. تعد المكتبة، التي تحمل إسم جورج افرام، ثروة فكرية ووطنية تضم أرشيف شخصيات تركت بصمة ومخطوطات يعود تاريخها لأكثر من 500 سنة، وصحفا ومجموعات صور، ومركزا للتصوير الرقمي وحفظ وترميم المخطوطات، وتشكل ذاكرة تاريخ لبنان الديني والأدبي والسياسي والفني.

من ثم كانت جولة على أقسام المكتبة، انضم إليها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والنائب روجيه عازار بشكل مفاجئ. ورافق الوزير باسيل النائب افرام بالجولة في مكان يحفظ إرث الموارنة، واصفا ما “شهده اليوم في هذه المكتبة بكلمتين مختصرتين: “إنه إنجاز افرامي بامتياز”.

كما لفتت الجداريات التي تحمل صورا وأقوالا لجورج افرام الأنظار، واسترجع محبوه الذكريات. وكان شرح مسهب عن خطط استكمال تطوير المكتب والمختبر.  وسلطت الجولة الضوء على نماذج من مخطوطات نادرة مثل الطبعة الأولى لكتاب ابن سينا، وأول كتاب طبع في لبنان والشرق وأول إنجيل سرياني طبع في فيينا، والتبليط أي تكريس قطعة خشب كمذبح متنقل أيام اضطهاد المسيحيين.