IMLebanon

غياب الاتفاق الأميركي – الروسي يطيل الأزمة السورية

الأزمة السورية “مكانك راوح” رغم صولات وجولات من المفاوضات واللقاءات المتنقّلة بين عواصم الدول المؤثّرة في الميدان السوري. فلا اتّفاق حتى الآن بين القوى المتصارعة على صيغة حل تُشكّل نقطة انطلاق لرسم خريطة مستقبل سوريا.

ففي الجولة الاخيرة (اجتماع الرقم 12) من لقاءات “نور سلطان” في كازاخستان، فشل المتحاورون في الاتفاق على صيغة حل رغم مشاركة المبعوث الاممي غير بيدرسون الذي يسعى الى تثبيت وقف إطلاق النار وتوسيع مناطق حظر التوتر لينطلق في المفاوضات بين الاطراف نحو الحل السياسي.

وأوضحت اوساط ديبلوماسية مطّلعة، لـ”المركزية”، ان “اصل الخلاف حول صيغة الحل يتخطى جولات “نور سلطان”، اذ لا اتّفاق حتى الآن على الصيغة السياسية بين روسيا والولايات المتحدة من جهة، والنظام والمعارضة من جهة اخرى، كما ان الجانب العربي لم يحسم موقفه بعد من موضوع الحل”.

وأشارت الاوساط الى ان “اقتراحات الحلول تتراوح بين استمرار الوضع على ما هو عليه وفق سلطة مركزية مع بعض التحسينات من خلال اشراك المعارضة في السلطة وفي القرار، وبين صيغة كونفدرالية او صيغة اقاليم او اعتماد الحل باستنساخ الطائف اللبناني الذي يؤمّن اشراك المكوّنات في السلطة والقرار”، الا ان النظام لا يزال على موقفه الرافض بحث اي مسعى للحل بمعزل عنه، مدعوما من روسيا وإيران، كما تقول الاوساط.

وفي ظل استمرار الخلاف حول خريطة الحل للازمة السورية، تستمر المواجهات العسكرية في اكثر من منطقة سورية في محاولة من كل فريق في الصراع لحسم الامر لمصلحته، وبالتالي تعديل موازين القوى. فالنظام الذي استعاد المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة يتمسك بالسلطة المركزية ويرفض الاقتراحات والحلول الاخرى، كذلك الصيغ السياسية للنظام، وبالتالي يرفض قيام لجنة تعديل الدستور ويعتبر تعديل الدستور امرا سياديا لا يمكن التنازل عنه. من جهتها، تحاول المعارضة قلب موازين القوى لمصلحتها من خلال الاستعانة بالأكراد او بالقوى المعارضة الموجودة في ادلب.

ازاء هذه الصورة العسكرية للأزمة السورية، تعتبر الاوساط الديبلوماسية ان “لا صوت يعلو فوق صوت الاشتباكات في هذه المرحلة، لأن كل طرف يحاول تثبيت موقعه اكثر ليكون مقررا وفاعلا في رسم خريطة الحل السياسي لاحقا. فالنظام يحاول إقناع المعارضة بالحوار معه وفق شروطه، لأن رقعة سيطرته على المناطق السورية تتوسّع، وموازين القوى تميل لمصلحته”.

لذلك، تلفت الاوساط الى ان “الوضع في سوريا لا يزال غامضا حتى الآن، لأن القوى الكبرى لم تحسم موقفها بعد، ولا زالت في حال صراع سياسي وتباين حول الحل وصيغه. ففي لعبة الامم ما يسمى “اعطني اعطيك”. فالنظام يريد كل شيء، والمعارضة تحاول الوصول الى وضعية تسمح لها بالحصول على كل شيء، لذلك فإن اي حديث عن حلول قريبة في غير محله، الا اذا اتفق الجانبان الاميركي والروسي على صيغة الحل”.