IMLebanon

ايران نحو استئناف برنامجها “النووي”.. والتصعيد سيبدّل الليونة الاوروبية

في آخر فصول الاشتباك الايراني – الاميركي، ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية منذ ساعات أن إيران سوف تستأنف برنامجها النووي المتوقف، ردا على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، لكنها لن تنسحب من الاتفاق.

ونقلت الإذاعة الإيرانية الرسمية عن مصدر مقرب من لجنة حكومية تشرف على الاتفاق النووي القول إن الرئيس حسن روحاني سيعلن أن إيران ستقلص بعضا من تعهداتها “البسيطة والعامة” بموجب الاتفاق، الأربعاء، أي بعد عام بالتمام من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق.

غير ان توجّهات طهران التصعيدية ستضعها ايضا في مواجهة مع الاوروبيين. فقد قال المصدر نفسه وفقا للوكالة “ردا على خروج أميركا من الاتفاق النووي والوعود الجوفاء من الدول الأوروبية في تنفيذ التزاماتها، قررت الجمهورية الإيرانية استئناف جزء من الأنشطة النووية التي توقفت بموجب إطار الاتفاق النووي”. في الاطار عينه، ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية الاثنين، نقلا عن “مصادر مطلعة” أن إيران ستعلن الأربعاء عن إجراءات “المعاملة بالمثل” ردا على الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي. وقال التقرير إن إيران أبلغت بعض زعماء دول الاتحاد الأوروبي قرارها بشكل غير رسمي.

وفي انتظار التثبّت من طبيعة القرار الايراني وجلاء صورته بوضوح في الساعات القليلة المقبلة، تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ”المركزية” إن خروج طهران عن مقتضيات التفاهم النووي، سيضع مستقبله على المحك. فالاوروبيون- وإن كانوا أقلّ صرامة مع الجمهورية الاسلامية من واشنطن- إلا انهم يتمسّكون بوقف ايران تطوير برنامجها النووي وأسلحتها الصاروخية البالستية، كشرط أساسي للبقاء فيه. أما أي إخلال من قبل ايران، ببنوده ومتطلباته، فسيدفعهم حكما الى اعادة النظر في موقفهم من التفاهم. فهل ايران في وارد المخاطرة بالاتفاق وبالموقف الاوروبي اللّين تجاهها والمستعدّ حتى الساعة، للدخول في “وساطة” بين واشنطن وطهران، لتهدئة “الطحشة” الاميركية على الاخيرة عقوباتٍ واقتصادا ونفطا؟

المصادر تشير الى ان ايران سيتعيّن عليها درس خطواتها بدقّة بحيث لا تتجاوز في معرض ردّها على الاميركيين، الخطوط الحمر الاوروبية، فتصبح وحيدة في مواجهة العالم بأسره، من دون “سند” أو “صديق” “وازن” قادر فعلا على مساعدتها دوليا. وعليها هنا، الاخذ في الاعتبار حقيقة ان واشنطن ليست في صدد مهادنتها بل هي تمضي قدما على طريق محاربتها وهي تستخدم في هذه “المعركة” الوسائل والاسلحة كلّها، وآخرها عسكري الطابَع.

فقد قال مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي، جون بولتون، الاثنين، إن الولايات المتحدة تقوم بنشر حاملة الطائرات “يو أس أس أبراهام لينكولن” وقوة من القاذفات في منطقة القيادة المركزية لنبعث برسالة واضحة وغير قابلة للخطأ موجهة للنظام الإيراني، مفادها أن أي هجوم على مصالح الولايات المتحدة أو حلفائها سيقابل بقوة شديدة.

وأضاف أن هذا القرار اتخذ “رداً على عدد من المؤشرات والتحذيرات المثيرة للقلق والمتصاعدة”، مشيرا الى أن واشنطن لا تسعى إلى حرب مع إيران، لكنها مستعدة تماماً للرد على أي هجوم من القوات النظامية الإيرانية أو الحرس الثوري أو وكلائها. فهل ايران قادرة على مواجهة هذه التحديات كلّها، وحيدة؟