IMLebanon

الكرة تنصف ليفربول: لا مستحيل! (راجي كيروز)

ليفربول في نهائي دوري أبطال أوروبا. عبارة ما كان أحد ليصدقها قبل الفوز التاريخي للنادي الإنكليزي ليل الثلثاء على حساب ضيفه برشلونة برباعية نظيفة، ليحقق بذلك ريمونتادا تاريخية ليست غريبة عنه، وأعادت للأذهان نهائي إسطنبول 2005 عندما عاد النادي الأحمر من خسارة 3-0 في الشوط الأول ضد فريق ميلان عظيم إلى فوز في ركلات الترجيح. كما تذكّر بنتيجة أخرى، رغم أنها أقل أهمية في طبيعة الحال، وهي العودة للفوز 4-3 في ربع نهائي الدوري الأوروبي في العام 2016 ضد بوروسيا دورتموند.

هذا الفوز التاريخي يقابله هزيمة تاريخية لبرشلونة، وهي ليست جديدة عليه أيضًا، هو الذي عانى العام الماضي أيضًا من خروج حزين على يد روما الإيطالي بخسارته 3-0 إيابًا بعد فوزه 4-1 ذهابًا، ما يضع الفريق في أزمة حقيقية، بدايةً من مدربه إرنستو فالفيردي الذي أثبت ضعفًا في التعامل مع المباريات المصيرية من دون الاعتماد شبه الكامل على أسطورة الفريق ليونيل ميسي، فضلًا عن أن الفريق يملك أهم اللاعبين في العالم، بعيدًا عن ميسي، ولا يتمكن من تسجيل هدف كان قد يؤهله إلى النهائي، رغم الأداء المخيب. ففيليبي كوتينيو نفسه، على سبيل المثال، لو كان يلعب مع ليفربول بالأمس، لكان ساهم بأداء أفضل بأشواط كما كان يفعل دائمًا، أما مع برشلونة فكان ظلًا فقط، لا حول له ولا قوة.

الألماني يورغن كلوب، مدرب ليفربول، من أهم المديرين الفنيين في العالم من دون شك، ونجمه سطع منذ توليه قيادة دورتموند الألماني، وبعدها مع انتقاله إلى ليفربول المتخبط في العام 2015 وما حمله معه من أحلام وآمال بألقاب انتظرها عشاق ليفربول طويلًا.

لكن كلوب لم يثبت أنه كلوب حتى هذا الموسم، فباستثناء وصوله نهائي دوري أبطال أوروبا العام الماضي والخسارة بثلاثية لهدف أمام ريال مدريد، لم يكن في رصيد كلوب شيء يحسب له، إلا أن الآن الوضع تغيّر برمّته.“الريدز” ينافس في الدوري الإنكليزي الممتاز بـ94 نقطة! 94 نقطة كانت لتعني تحقيقًا محتمًا للدوري في أي موسم آخر، مع بقاء 3 نقاط ممكنة، لكن لسوء حظه فمنافسه المباشر مانشستر سيتي مبدع محليًا أيضًا، وبدوره يستحق كل الثناء الممكن لامتلاكه 95 نقطة في رصيده حتى الآن، و98 ممكنة. لن يكون سهلًا على عشاق “الريدز” خسارة الدوري المنتظر منذ 3 عقود تقريبًا، فكيف بخسارتها وفي رصيدهم 97 نقطة!

هذا الموسم هو الأجمل بدون شك على صعيد الدوري الإنكليزي الممتاز، ويعيد إلى الأذهان موسم 2011/12 عندما فاز السيتي باللقب على حساب منافسه مانشستر يونايتد في اللحظات الأخيرة بهدف سيرجيو أغويرو التاريخي، الذي أثبت أن كل شيء ممكن في عالم المستديرة، فهل نشهد سيناريو مماثلًا في الجولة النهائية من “البريمييرليغ”؟

في العودة إلى دوري أبطال أوروبا، يملك ليفربول حظوظًا كبيرة في الفوز به بعد تخطيه الفريق الأصعب، على الورق أقله، برشلونة بفوز مستحق، وهو ينتظر الفائز من المباراة الثانية بين توتنهام هوتسبير الإنكليزي وأياكس أمستردام الهولندي. المباراة الثانية تستحق الترقّب أيضًا بين فريقين ينافسان بما لديهم من دون أموال هائلة، ووصلا إلى هذه المرحلة باللحم الحي متخطين كل التوقعات، وأي منهما يمكن أن يكون بطل أوروبا أيضًا، لكن الكفة تميل إلى مصلحة ليفربول في الحسابات الكروية، خاصةً مع إمكان عودة النجمين محمد صلاح وروبيرتو فيرمينيو في النهائي.

ختامًا، التاريخ لا يذكر سوى الفائزين، وإن لم يحقق ليفربول أي لقب في نهاية هذا الموسم، لن يحسب له أحد بعد سنوات أهمية وصوله إلى نهائي أبطال أوروبا ومنافسته حتى الرمق الأخير في الدوري، لكن كلوب بنى اليوم أساسًا سيحلّق منه ليفربول ويصبح الرقم الصعب محليًا وأوروبيًا، وإن لم يفز اليوم فسيفوز غدًا حتمًا، إذ إن موسمه الكبير ليس من سبيل الصدفة، وهو قابل للتحقق مجددًا ومجددًا حتى يصبح الحلم واقعًا.