IMLebanon

“صفقة القرن” مقابل تحجيم إيران؟

مع أن نائب قائد الحرس الثوري الإيراني يد الله جواني أعلن أن “طهران لن تجري محادثات مع الولايات المتحدة وواشنطن لن تجرؤ على القيام بعمل عسكري ضدنا”، في رد على موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي حثّ فيه القيادة الإيرانية على التحاور معه بشأن التخلي عن برنامج طهران النووي وقال إنه “لا يستطيع أن يستبعد مواجهة عسكرية في ظل تصاعد التوترات بين البلدين”، فإن نهاية مسار النزاع الأميركي- الإيراني لن تكون إلا على طاولة المفاوضات، كما تقول أوساط دبلوماسية غربية لـ”المركزية”. فالجمهورية الإسلامية، على رغم مواقفها التصعيدية ستجد نفسها بعد مدة غير طويلة في مأزق لا خروج منه إلا  بالرضوخ إلى منطق الحوار في ضوء اشتداد خناق العقوبات الدولية عليها المرشح أن يبلغ حده الأقصى إذا ما انضمت الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي إلى محور واشنطن كما تؤشر المعطيات.

وتعتبر الأوساط أن “حجم الخطر الذي تشكله الجمهورية الإسلامية على العرب عموما ودول الخليج خصوصا أن لناحية تمددها في الدول العربية من خلال تأليب المكوّن الشيعي على الأنظمة كما في اليمن والبحرين والعراق وغيرها من الدول أو امتلاكها السلاح النووي والصواريخ البالستية، بات يوازي أو يفوق من وجهة نظرهم الخطر الإسرائيلي، توضح أنهم باتوا قاب قوسين من دفع ثمن تقليص دور إيران وتحجيمها قبولا بالسلام العربي– الإسرائيلي أو ما يعرف بـ”صفقة القرن” لإرساء حل نهائي للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي المتمادي منذ 71 عاما ونيف.

أما التعويل على دور روسي في مجال دعم إيران أو الضغط عليها مقابل تحصيل مكاسب تتصل بالعقوبات على أوكرانيا، فترى الأوساط أنه في غير محله إذ أن إدارة الرئيس دونالد ترامب لا تعير موسكو دورا وأهمية إلا من ضمن المتفق عليه والمنسق بين واشنطن وموسكو. وهذا الدور لا يتعدى إطار حصة روسيا من قطعة الجبنة السورية التي تتطلع إليها لتأمين موطئ قدم في المنطقة بحكم الأمر الواقع، ولا ضَير في هذا التواجد، تؤكد الأوساط ما دام لا يزعج واشنطن.

وفي معرض دعم وجهة نظرها هذه، تشير إلى عدم تمكن موسكو من استكمال مبادرتها لإعادة النازحين السوريين إلى دول الجوار التي أطلقتها منذ أشهر وجال وفد دبلوماسييها على هذه الدول متأبطا المبادرة على أنها سبيل الخلاص من وطأة النزوح على هذه الدول، إلى أن تبين لاحقا أنها اصطدمت بإقرار موسكو نفسها بالتمويل الدولي والغربي للعودة وبالحل السياسي.

وتبعا لذلك، تلفت إلى أن واشنطن لن تعطي روسيا دورا مجانيا خارج التنسيق بين الدولتين في سوريا على رغم محاولات تبذلها موسكو في هذا الإطار أن من بوابة علاقاتها مع تل إبيب للنفاذ منها إلى ملفات ترسيم الحدود، أو مع ايران حيث لم تبلغ العلاقات بعد مرحلة المواجهة والخصومة نسبة لحاجة موسكو لورقة طهران الممكن أن توظفها لاحقا في التسوية السياسية لمصلحة تثبيت موقعها في سوريا.

لكن حتى هذا الورقة، تضيف الأوساط، لا تعيرها واشنطن أهمية بعدما شقّت إدارة الرئيس ترامب طريقها بتصعيد الضغوط على إيران، اقتصاديا وسياسيا وربما عسكريا إذا اقتضى الأمر، ولم تعد تاليا بحاجة إلى أي وساطة أو دور روسي، فهي ماضية في خنق الجمهورية الإسلامية حتى اللحظة للتسليم بالتفاوض والعودة إلى طاولة الحوار استنادا إلى الشروط الأميركية الاثني عشر مع بعض الليونة الدبلوماسية، إذا دعت الحاجة، لاسيما إذا اصطفت أوروبا إلى جانب واشنطن.