IMLebanon

سلسلة بشرية على جسر بسري رفضًا للسد

واصلت “لجنة الحفاظ على مرج بسري”، التي تضم ممثلين عن أهالي بلدات حوض بسري في مناطق جزين والشوف وإقليم الخروب، تحركاتها الرافضة لمشروع سد بسري، فنظمت عصر السبت اعتصامًا وسلسلة بشرية فوق جسر بسري الذي يرمز للترابط بين قضاءي الشوف وجزين، شارك فيها النائبان بولا يعقوبيان وأسامة سعد، الأمينة العامة لحزب “سبعة” غادة عيد، حشد من ممثلي الأحزاب والمهتمين بالبيئة والأهالي من مختلف المناطق اللبنانية. ورفع المعتصمون لافتات منددة بالمشروع و”مخاطره البيئية والاجتماعية والصحية”.

وأعرب سعد عن أسفه لـ”السياسة الحكومية المتبعة”، مشيرًا إلى أن “اعتصام اليوم هو تكملة لسلسلة الاعتصامات التي نفذت في المنطقة رفضًا لمشروع سد بسري”.

ورأى أن “الحكومة لا تريد أن تسمع احتجاجات الناس ورأي الخبراء بالنسبة للمشروع وتوصيات عدد من النواب. فبعد ثلاثة عقود من الزمن، سيدفع الشعب اللبناني ما يقارب 100 مليار من الديون، ففوائد الديون تستهلك حوالي 40% من موازنة الدولة”، منتقدًا “سياسة الحكومة التي تذهب إلى مزيد من الاستدانة”، وكاشفًا أن “مشروع سد بسري يكلف أكثر من مليار دولار، أما البدائل عن المشروع، وفق الخبراء، فهي بكلفة حوالي 250 مليون دولار”.

وأضاف: “نحن أمام تحديات مرتبطة بسوء إدارة هذه الحكومة، وقبلها من الحكومات المتعاقبة، نحن مشاكلنا بسيطة ولا تحتاج إلى مثل كل هذه الديون والتعقيدات والإجراءات المتخذة بحق الناس وقمع الحريات. نحن شعب عددنا قليل ومساحتنا صغيرة، ولماذا يكون علينا 100 مليار دولار، ولم يقدموا لنا شيئًا من التقديمات، لجهة فرص عمل للشباب، وسياسة إسكانية أو زراعة وصناعة متطورة، أو كهرباء ومعالجات للنفايات وصرف صحي وغير ذلك؟”، معتبرًا أنهم “قادمون ليكملوا مشروع نهب البلد، وهو مشروع جديد للسرقة والفساد والهدر”.

وطالب بأن “تكون منطقة بسري محمية طبيعية على مستوى لبنان، حيث تؤمّن فرص عمل كثيرة لأبناء الشوف وجزين وصيدا، كونها تصبح نقطة جذب سياحية على المستوى المحلي والعالمي، وهي يمكن أن تؤمّن الإيرادات للبنان”، مشددًا على “أهمية وضرورة الحفاظ على طبيعة المنطقة وعدم تخريبها”، داعيًا الحكومة إلى “الاستماع جيدًا إلى مطالب الناس”.

بدورها، دعت النائبة يعقوبيان إلى “المحافظة على طبيعة مرج بسري”، ورأت أن “الطبقة السياسية مستمرة بتدمير الطبيعة في لبنان”، معتبرةً أن “التلوث في لبنان لا يسرقنا فقط، بل أصبح قاتلنا، وهنا الخطر”.

وإذ دعت إلى “الوقوف سدًا منيعًا بوجه إقامة سد بسري”، قالت: “جئت من بيروت اليوم للوقوف إلى جانب أهلنا في بسري وجوارها، ولأن المشاريع متشابهة، فلا يتوقع أحد أن يقوم أصحاب الشأن بأي مشروع شفاف أو مفيد، فما يجري هو أن شركات الباطون التي تخصهم، تجني الملايين، وهم يستفيدون على حساب أرواح الناس، ومن ثم يتم إنشاء خزان للحشرات (السد)”.

وأضافت: “الدولة دفعت مليار دولار على محطات التكرير في لبنان، ولا يتم تكرير نقطة واحدة حسب المعايير، فأكثر محطات التكرير إما متوقف أو غير موصولة مع الشبكات، وإذا كانت تعمل، لا تعمل حسب المعايير”، معتبرة أن “الأداء نفسه يتم من منطقة إلى أخرى”.

من جهتها، نددت عيد بـ”مشاريع السلطة التي تريد تمريرها على رؤوس الناس، من المنصورية إلى بسري وغيرها من المناطق”، مؤكدةً أن “الخبراء يتحدثون عن الواقع المرير، في إنشاء سد بسري في منطقة عرضة للزلازل”، معتبرةً أنه “صفقة من سلسلة الصفقات التي تتم على حساب الناس وسلامة أرواحهم”.