IMLebanon

خاص IMLebanon: مفاوضات جرت قبل نشر فيديو بشارة الأسمر… فماذا عرض؟!

كتب طوني أبي نجم:

تفرّد الجمعة 17 أيار موقع IMLebanon بنشر تفاصيل فضيحة ما قاله رئيس الاتحاد العمالي (الذي يجب أن يصبح سابقاً) بشارة الأسمر بحق غبطة البطريرك الراحل الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير.

نشرنا التفريغ الحرفي لحديثه المقزز وطالبنا بمحاسبته لأن مثل هذا الكلام لا يمكن أن يصدر عن رجل عاقل، فكيف إذا كان في موقع مسؤولية، وبعد ساعات فقط على وداع البطريرك صفير بما مثّل ويمثّل للبنانيين، مسيحيين ومسلمين!

بعد حوالى الساعة على النشر اتصل بي صديق عزيز، وهو عضو في قيادة الاتحاد العمالي العام ليستفسر عما حصل كونه وصل متأخراً إلى المؤتمر الصحافي الذي كان يقعده الأسمر. أطلعته على التفاصيل فصُدم. اتصل بالأسمر الذي لم يُنكر الواقعة إنما حاول وضعها في إطار المزاح!

طبعاً الصديق المشترك لم يتقبّل “المزاح” المشار إليه، وعندما كشف للأسمر عن وجود الفيديو، انتابته “حالة هستيرية” على حد وصف الصديق، وبدأت سلسلة اتصالات ليحاول الأسمر أن يستكشف ماذا يمكن أن يفعل لتفادي الأسوأ.

وانطلاقاً من عدم وجود نوايا مبيتة، اقترحت بكل بساطة أن يصدر بيان اعتذار واضح يهين نفسه فيه للتعويض عن محاولة التطاول على غبطة البطريرك، ومن ثم يطلب موعداً من الصرح البطريركي للاعتذار مرة ثانية أمام غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وأمام الإعلام.

عند هذا الطلب، حاول الأسمر المماطلة وأصدر بيان نفي للواقعة نشره عبر الوكالة الوطنية للإعلام. عند هذا الحد رفعت النبرة إلى أقصى حد ممكن، فحاول الوسيط أن يطلب مني كتابة بيان اعتذار يصدره الأسمر، لكنني أنذرته بالواسطة وحرفياً: “أمامه 10 دقائق فإما يسحب بيان النفي من الوكالة فأكتب له نص بيان الاعتذار ويلتزم به حرفياً وإما تنتهي المفاوضات”.

بعد 10 دقائق، وكونه لم يسحب بيان النفي ظناً منه أننا لا نملك الفيديو، أبلغت “الوسيط” أن المفاوضات انتهت وأنني سأنشر الفيديو قرابة الساعة 10 ليلاً (أنا نشرته قرابة الساعة 8.30). كما أكدت له بأنني لن أتوقف حتى يتم توقيف الأسمر ومحاكمته وإقالته من الاتحاد العمالي العام في ظل تشكيك الوسيط بقدرتي على تنفيذ ما أقوله!

عند هذا الحد تلقيت اتصالاً من زميل وبتكليف من الأسمر ليعرض علي بشكل مباشر: “أطلب ما تريد لكي لا تنشر الفيديو” (لاحقاً تحدث عن رقم بعشرات الآلاف). وكان جوابي عندها من العيار الثقيل جداً ولكم أن تتخيلوه، وأكتفي بأن أشير إلى أنني وعدته بأن يدفع الثمن غاليا مرتين: الأولى بسبب ما ارتكبه والثانية بسبب عرضه، وأكدت له أن الفيديو سيُنشر خلال دقائق (لهذا السبب لم أنتظر حتى العاشرة ليلاً).

أكتفي بهذا القدر الآن، وأشير إلى أنني تلقيت مئات الاتصالات الهاتفية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي الداعمة والمهنئة.

لن أدخل في أي تفاصيل إضافية، رغم أن ثمة تفاصيل سياسية صادمة، لكنني أعاهد الجميع بأنني سأتابع الملف حتى النهاية، أي حتى إقالة بشارة الأسمر من الاتحاد العمالي العام، وحتى إتمام محاكمته ونيله الحكم الذي يستحقه بموجب القوانين اللبنانية المرعية الإجراء. ويكفينا فخراً أن اعتراضنا كان في قمة الديمقراطية عبر الكتابة والتعبير والرفض، ولم يسعَ أحد لإشعال البلد لا سمح الله. وللمزايدين في اعتبار ما حدث يندرج في إطار حرية التعبير وأن لا ضرورة لتوقيف الأسمر ومحاكمته، أكتفي بالسؤال: ماذا لو قال ما قاله إنما بحق السيد حسن نصرالله أو الرئيس بري لا سمح الله؟

ملاحظة: كل تفاصيل الاتصالات الهاتفية، العادية وعبر الواتساب مسجلة ومحفوظة