IMLebanon

واشنطن: زمن تفهّم “خصوصية” لبنان والعراق ولّى!

استأثرت التطورات في المنطقة لاسيما التصعيد في الخليج باهتمام الولايات المتحدة الاميركية ودول المنطقة خصوصا. وتترقّب واشنطن موقف بعض الدول في حال وقعت الحرب، لاسيما العراق ولبنان، خصوصا اذا لجأت ايران الى اذرعها العسكرية في المنطقة اي “الحشد الشعبي” و”حزب الله” تماما كما حصل الاسبوع الفائت في الخليج، حيث ردّت طهران عبر الحوثيين كأحد اذرعها ايضاً، على التصعيد الاميركي بقصف ناقلات النفط في السعودية.

ويتقاطع قلق واشنطن تجاه لبنان مع رسائل “تحذيرية” نقلها نائب مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى ديفيد ساترفيلد الموجود في بيروت في مهمة دبلوماسية لحلّ النزاع البحري والبري بين لبنان واسرائيل، الى المسؤولين اللبنانيين، بضرورة التزام الحكومة سياسة النأي بالنفس قولاً وفعلاً وعدم السماح لـ”حزب الله” بأن يتجاوب مع الرغبة الايرانية في فتح جبهة عسكرية واستهداف المصالح الاميركية، ونبّهت الى ان إنخراط الحزب في المواجهة العسكرية سيدفع ثمنه لبنان، لان الردّ سيكون قاسياً ولا تفريق عندها بين لبنان الرسمي و”حزب الله” في موضوع العقوبات.

وتذهب واشنطن ابعد من لغة التحذير،  وتطالب الدول الاكثر عرضة لدخول المواجهة العسكرية، اي العراق ولبنان اللذين يحتضنان على ارضهما اذرع ايران المُسلّحة، بموقف حازم وحاسم لا لبس فيه في حال شاركت في الحرب الى جانب طهران، يدعو الى فكّ الارتباط بهذه المجموعات واخراجها من السلطة وعدم التلطّي وراء حجّة انها جزء من النسيج الوطني في البلد وتعكس تمثيل شريحة واسعة من المواطنين.

وتؤكد اوساط دبلوماسية لـ”المركزية” “ان واشنطن حاسمة في هذا الموضوع، وهي لن تساوم، ومرحلة “فهم الخصوصية” ولّت الى غير رجعة، لان المرحلة حسّاسة ودقيقة لا تحتمل المواقف “الرمادية” وانما الجرأة، وهذا ما ابلغه وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو للمسؤولين العراقيين اثناء زيارته بغداد اخيراً، بينما تولّى ساترفيلد نقل هذا التوجّه الى المسؤولين اللبنانيين”.

وتشير الاوساط الى “ان العنوان العريض للرسالة الاميركية التي اودعها ساترفيلد لدى المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم، “النأي بالنفس واعلان بعبدا”، فاذا التزمت الحكومة بهما جدّياً تنجح في تحييد لبنان عن نيران المواجهة، وعكس ذلك معناه ان لبنان الرسمي موافق على مشاركة “حزب الله” في المواجهة العسكرية”.

وتشدد الاوساط الدبلوماسية على “ان واشنطن التي تؤكد على لسان مسؤوليها ولزوّارها حرصها الشديد على مواصلة دعمها للجيش اللبناني ورفده بالمساعدات العسكرية، كما للقطاع المصرفي وعلى رأسه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لن ترضى في المقابل بأي “تغطية” رسمية لاي خطوة عسكرية يُقدم عليها “حزب الله”، ودائرة العقوبات التي تفرضها على شخصيات وكيانات مرتبطة بالحزب ستتوسّع لتشمل هذه المرّة مسؤولين في الدولة ينتمون لاحزاب وتيارات سياسية حليفة للضاحية الجنوبية، وتكفي العودة الى كلام وزير الخارجية مايك بومبيو من قصر بسترس اثناء زيارته لبنان، ودعوته المسؤولين اللبنانيين الى “التحلي بالشجاعة للوقوف بوجه إجرام “حزب الله” وتهديداته”، وتأكيده “ان إيران لا تريد الاستقرار في لبنان، ودعمها لـ”حزب الله” يًشكّل خطراً على لبنان ويضعه تحت مجهر القانون الدولي”، لفهم التوجّه الاميركي في مقاربة موقف الحكومة اذا شارك الحزب في المواجهة العسكرية الى جاأخبارب ايران”.