IMLebanon

المواجهة بين بري وباسيل… فتيل برسم الاشتعال

كتبت سناء الجاك في صحيفة “الشرق الاوسط”:

شد الحبال المحتدم حيناً والكامن أحياناً بين وزير الخارجية جبران باسيل وفريق رئيس مجلس النواب نبيه بري، لم يبدأ من الاختلاف في وجهات النظر بشأن الموازنة، وقد لا ينتهي معه.

المواجهة بين بري وباسيل اندلعت بأوضح صورها عشية الانتخابات النيابية العام الماضي، حين تم تسريب شريط فيديو تضمن تحدياً وإساءة من باسيل لبري بوصفه بـ«بلطجي»، متوعداً بـ«تكسير رأسه».

وانعكس توتراً تفاعَلَ في الشارع. وعلى الرغم من تطويق التوتر في حينه، فإن المواقف الأخيرة لباسيل عادت لتحيي هذه المواجهة. كذلك قرأت بعض الأوساط في قضية تضخيم قضية رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر وإرغامه على الاستقالة، عقاباً له على بذاءته بحق البطريرك الماروني الراحل نصر الله صفير، وكأنها استغلال لما ارتكبه الأسمر من أجل التصويب على بري وفتح الصراع مع «حركة أمل» لتعديل حصص القوى السياسية في قيادة الاتحاد، بمعزل عن قضايا العمال.

وتتجنب مصادر في «حركة أمل» وقريبة من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري التعليق مباشرة على التجاذب القائم في أكثر من ملف، لكنها توضح لـ«الشرق الأوسط» أن «باسيل لا يصوب على بري تحديداً، لكنه يتصرف كما لو أن له الكلمة الفصل في كل الملفات ويحق له التدخل فيها وفرض ما يريده». وتضيف: «للأسف لا أحد يعترضه، لكننا كفريق سياسي لا نسمح له بما يتعارض مع المصلحة الوطنية. نحن لن نمرر له شيئاً، لا سيما أن الوضع صعب. والموازنة ستنتج انكماشاً اقتصادياً وتفرض ضرائب جديدة على المواطن، والناس لم تعد تتحمل».

إلا أن النائب في كتلة «لبنان القوي» ماريو عون لا يجد أن التجاذبات والاختلافات بين باسيل وأي طرف سياسي في لبنان مسألة غير طبيعية. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «الاختلاف في وجهات النظر يعكس عافية سياسية؛ فكل ما يُطرح في مجلس الوزراء يحتمل النقاش. ولا يشكل إنذاراً بوجود ما يزلزل الدولة. فالوزراء يجلسون حول الطاولة ذاتها والنقاشات قد تكون حادة لكنها لا تؤشر إلى القطيعة أو إلى عمق الخلاف بين فريقين لا يلتقيان. ونحن نحاول دائماً تقريب وجهات النظر لما يخدم المصلحة العامة».

ويرفض عون كلمة عرقلة، ويقلل من تداعيات انزعاج وزير المال من ورقة باسيل. ويقول: «لو كان كل الوزراء متفقين لما استغرقت مناقشة الموازنة 19 جلسة للحكومة، بالطبع هناك آراء مختلفة، وليس ممنوعاً على أي وزير أن يدلي بدلوه في كل الملفات المطروحة. من هنا ليس نافراً أن يدلي باسيل بدلوه في مناقشات الموازنة، وتحديداً لأنه رئيس فريق سياسي وازن. وليس صحيحاً ما يتردد عن أن الغاية هي العرقلة».

ويرى النائب ماريو عون أن لا أبعاد لـ«مشاكسات» باسيل في غالبية الملفات. ويقول: «الوزير باسيل لديه مواقف ودراسات تتعلق بجوهر الحياة السياسية اللبنانية، وهدفه ليس العرقلة وصولاً إلى إلغاء (الطائف)، وإنما لديه نشاط واهتمام للتعمق أكثر فأكثر بالصيغة اللبنانية. وليس هناك شيء ثابت ومُنزَّل على هذا الصعيد. وفي وقت من الأوقات يجب أن يُطرح الموضوع إذا توفر التوافق الوطني بشأنه. ولن نطرح أموراً في غير وقتها، تتعلق بالتعديلات الدستورية، فالبلد في وضعٍ سيئ اقتصادياً والأولوية للخروج من هذا الوضع. علينا أن نحل شؤون الناس».