IMLebanon

النزاع البحري الحدودي بين لبنان وسوريا: قنبلة دخانية!

في غمرة الجهود المكثفة الدولية والاميركية تحديداً لفضّ النزاع الحدودي البحري بين بيروت وتل ابيب، وتنقّل نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط دايفيد ساترفيلد (يعود غداً الى بيروت)، على خطّهما، مضطلعا بوساطة لإنهاء الخلاف والتوصل الى حلّ مرضٍ للفريقين يسمح لهما باطلاق عملية التنقيب عن النفط في المياه الاقليمية بسلام وبعيداً من التوترات، برزت إشكالية حدودية جديدة من شأنها تأخير استفادة لبنان من العائدات النفطية.

هذه الاشكالية تتمثّل في نزاع حدودي بحري بين لبنان وسوريا يناهز الألف كيلومتر مربع شمالاً، اذ انجز لبنان حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة في الشمال عبر دائرة الطوبوغراف في وزارة الدفاع في العام 2011 ومساحتها 22 الف كلم مربع، بينما وضع السوريون خطاً حدودياً مبدئياً ينطلق من الشاطئ افقياً نحو الغرب، وهو ما يعترض عليه لبنان، ما جعل الخلاف يصل إلى الف كيلومتر مربع بحري تقريباً.

ويبدو ان هذا النزاع الحدودي البحري لا يزال في دائرة المعلومات والتحليلات الصحافية من دون وجود تأكيد رسمي من الجانبين اللبناني والسوري او حتى موقف يُحدد رأي احد الاطراف. وهذا يعني بحسب ما تقول مصادر معنية بالملف لـ “المركزية” احتمالاً من ثلاثة: اما ان هناك من “اخترع” دخاناً من دون ان يُشعل النار لاهداف “تلاقي” مطالب الداعين الى التواصل العلني والمباشر مع الحكومة السورية لمعالجة ملفات شائكة بينهما، واما ابقاء الملف في حالة “ربط نزاع” وجعله يترنّح على حبال الخلافات السياسية اللبنانية تجاه مسألة التواصل مع سوريا، او ان لا خلاف اساساً بين الدولتين بدليل عدم صدور موقف رسمي من الجانبين يتناول الموضوع.

على اي حال، وبإنتظار ما سيحمله الوسيط الاميركي لحلّ النزاع بين بيروت وتل ابيب ما يفتح الباب لاحقاً لتبيان الخيط الابيض من الاسود في مسألة النزاع البحري-اذا وُجد-بين لبنان وسوريا، ينقل زوّار دمشق لـ”المركزية” “انهم لم يسمعوا من المسؤولين في الشام كلاماً حول نزاع حدودي مع لبنان في المنطقة الاقتصادية الخالصة في الشمال، واذ افترضنا ان هناك نزاعاً حدودياً فإن فضّه لا يتم الا من خلال تشكيل لجنة رسمية مشتركة تضمّ ممثلين عن الطرفين”.

ويبقى السؤال، لماذا رمي هذه القنبلة الدخانية الان فيما لبنان يحاول جاهداً عبر المفاوضات الخروج من الضبابية التي تُغلّف النزاع الحدودي البري والبحري مع اسرائيل في الجنوب؟ واذا كانت الولايات المتحدة الاميركية تقود الوساطة بين بيروت وتل ابيب لمعاجلة الخلاف الحدودي، انطلاقاً من علاقتها الجيّدة بالطرفين، هل ستتولى روسيا الوساطة بين بيروت ودمشق اذا ثبت رسمياً وجود نزاع حدودي بينهما كَونها على علاقة جيّدة بالحكومتين”؟…لعل الاجابات تُكشف في الايام المقبلة.