IMLebanon

ما مصير الشابين المخطوفين من عرسال؟

لم يكن يعلم حسين علي الحجيري، ابن بلدة عرسال البقاعية، أن رحلة الصيد التي قام بها الاسبوع الماضي الى جرود عرسال، مع اثنين من رفاقه، و”تغلغلوا” فيها عن غير قصد ضمن الأراضي السورية ستكون الأخيرة، ومصير رفيقيه وسام كرنبي ونايف رايد الخطف على يد الشقيق السوري. عرسال شيّعت حسين، وسط أجواء من الغضب والحزن، فيما تترقّب عودة المخطوفين. فهل من معلومات حول مصيرهما؟ وكيف تعالَج الحادثة على المستوى الرسمي؟

رئيس بلدية ​عرسال​ ​باسل الحجيري تحدث، عبر “المركزية”، عن مصير المخطوفين، قائلا: “لدينا أشخاص حاليا في سوريا يتابعون القضية، وتأكدنا بأنهما حيّان موقوفان في فرع فلسطين (سجن) في الشام ووضعهما جيد، وليسا مقتولين كما أشيع سابقا”، مضيفا: “تلقينا وعدا بالإفراج عنهما خلال اليومين المقبلين”.

هذه الحادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في حال لم يتم ضبط الحدود اللبنانية – السورية وترسيمها، والتي يبلغ طولها 379 كلم. مع الإشارة إلى أن الحدود الشمالية تعد مرسمة مبدئيا جراء وجود النهر الكبير. بينما شرقا هناك العديد من الأراضي المتداخلة والتي يجب تحديدها، خصوصا وأن هناك تداخلا سوريا مع أراضٍ لبنانية في مواقع كثيرة، في منطقة القاع مثلا، فإن مركز الجمارك والأمن العام اللبناني يبعدان عن المراكز السورية المماثلة لأن الترسيم غير موجود. إضافةً إلى أن ترسيم الحدود يوفّر على لبنان مشكلات سياسية كبيرة، منها تهريب الأشخاص والسلاح والبضائع.

وعن التدابير الأمنية للحؤول دون تكرار الحادثة، قال الحجيري: “الجيش موجود أصلا في المنطقة، إنما لا يمكنه الوجود على كل شبر من الحدود، لأنها واسعة، ويمكن لأي كان المرور من سوريا وإليها عبر الجبال، ولا يمكننا تحميل المسؤولية الى الجيش اللبناني، لأنه يقوم بدوره على أكمل وجه، لكن هذه الاخطاء تحصل على كل الحدود”.

وأوضح الحجيري أن “الوضع مستقر حاليا، لكن الاستياء لدى الأهالي ما زال موجودا. وكيفما حمّلنا المسؤوليات، يبقى ان هناك جريمة قتل حصلت، حتى لو كانوا صيادين تخطوا الحدود عن طريق الخطأ”، وأكد أن “الأهالي أحالوا القضية على الدولة اللبنانية”، لافتا الى “عدم وجود تصرفات فردية او ردود فعل عشوائية في الموضوع، إنما هناك دولة ووزارات من المفترض ان تتابع القضية”.

ولتفادي حصول حوادث مشابهة في المستقبل، دعا الحجيري المواطنين الى “الابتعاد عن الاماكن التي تشكّل خطرا، وعدم الاقتراب من الحدود، والبقاء على مسافة معينة ضمن الاراضي اللبنانية”.

وأوضح أن “من الممكن صدور بيان تحذيري عن الجيش اللبناني لتنبيه المواطنين من خطورة الاقتراب من الحدود”، معربا عن أسفه للحادث، “فالشاب الشهيد هو رب عائلة، على أمل عودة الشابين الآخرين، ونطالب الدولة اللبنانية بالتحقيق في الحادثة لكشف ملابساتها”.