IMLebanon

شبكات 5G.. تحوُّل جذري في الإتصالات

كتب شادي عواد في صحيفة “الجمهورية”:

تُعتبر شبكات الجيل الخامس للإتصالات، أكبر تقنية إتصال عرفها البشر حتى الآن، ومن المؤكّد أنها ستغيّر طبيعة حياتنا الرقمية العامة والخاصة.

يتّجه العالم إلى إرسال واستقبال المزيد من البيانات، خصوصاً بعد انتشار الهواتف الذكية. ويستوجب ذلك أن تكون سرعة الإتصال أكبر ومستقرّة أكثر لتمكين المزيد من الأجهزة الذكية من الاتصال بالشبكة في الوقت نفسه.

تغيير كبير

ستغيّر شبكات الجيل الخامس حياة البشر بشكل كبير، كونها أسرع 100 مرة من إنترنت الجيل الرابع، وتتميّز بسرعة هائلة لنقل البيانات تصل إلى 20 غيغابت في الثانية، وسرعة إستجابة أقلّ من «ميلي ثانية». وستفتح شبكات الجيل الخامس الباب واسعاً امام ما يُعرف بـ»إنترنت الأشياء» والمدن الذكية، ما يعني أن جميع الأجهزة التي نستخدمها في حياتنا العملية والمنزلية وسياراتنا ومعدات المصانع وإشارات الطرق الضوئية وأعمدة الإنارة وغيرها، ستكون جميعها متصلة بشبكة الإنترنت. وتعتبر شبكات الجيل الخامس، أحدث تقنية خلوية حتى الآن، بما في ذلك تردداتها المستخدمة وكيفية تعاملها مع المكونات المختلفة للشبكة. وبذلك ستتمكن شبكات الجيل الخامس من تحقيق زيادة كبيرة في كمية البيانات المنقولة عبر الأنظمة اللاسلكية بسبب زيادة النطاق الترددي وتقنيات الهوائيات المتقدمة التي تستخدمها هذه الشبكات. وهنا تجدر الإشارة إلى أنه للإستفادة من شبكات الجيل الخامس، يجب أن يكون الجهاز أو الهاتف متوافقاً مع هذه التقنية ويدعمها. وفي الوقت الحالي، ليس هنالك إنتشار واسع لهواتف تعدم هذه الشبكات، وإن وُجدت فهي محدودة وما زالت قيد التطوير.

أهم الإستخدامات

تتلخص مهمة شبكات الجيل الخامس للإتصالات، في أنها ستسمح بالقيام بكل شيء بشكل أسرع وأفضل. ومن أهم إستخدامات شبكات الجيل الخامس هي للتحكم في المدن الذكية، وتحليل البيانات الضخمة وتسيير السيارات ذاتية القيادة وتشغيل الروبوتات المزودة بالذكاء الإصطناعي. كذلك ستقوم هذه التقنية بتنسيق عمل الطائرات الصغيرة من دون طيار، ومساعدة الأطباء في العمليات الجراحية، ودفع ألعاب الفيديو الجماعية وبطولات الرياضة الإلكترونية إلى مستوى أبعد بكثير.

مخاطر متعددة

على رغم من أهمية شبكات الجيل الخامس على حياة البشر من جميع النواحي، إلّا أنها تعتبر الأكثر خطراً بين جميع أجيال تقنيات الإتصال السابقة.

وخطورتها تعود لتأثيرها على شبكة الإنترنت وطريقة عملها، بالتالي على البنيات الأساسية للدول، نظراً لأنّ كل جهاز نستخدمه سيكون متصلاً بالإنترنت، وسيتم التحكم به من خلال شبكات الجيل الخامس. وهذا ما ولّد مخاوف كبيرة لدى الدول والأفراد في حال تسريب المعلومات.