IMLebanon

أقوى أوراق الحريري في مكّة: الدولة لا تغطي أي خرق!

ممثلا برئيس الحكومة سعد الحريري، يشارك لبنان في القمتين الطارئتين اللتين دعا اليهما العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الاولى عربية والثانية خليجية، وتعقدان اليوم، عشية القمة الاسلامية في دورتها العادية التي تلتئم غدا في مكة ايضا.

وفيما لا يخفى على احد ان أبرز أهداف القمتين يتمثل في مواجهة التهديدات الايرانية المتزايدة لأمن الخليج، وقد اوردت وكالة الأنباء السعودية (إبان توجيه العاهل الدعوة للاجتماعين)، نقلا عن مصدر مسؤول في خارجية المملكة، أنهما تأتيان من “باب الحرص على التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية، في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، في ظل الهجوم على سفن تجارية قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وما قامت به ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من الهجوم على محطتي ضخ نفط في المملكة”، فإن السؤال الذي يفرض نفسه سريعا هو كيف سيقارب لبنان هذا الملف الملتهب، وكيف سيتعاطى معه في مكّة، بينما جزء كبير من اللبنانيين، ممثل بشكل خاص بحزب الله، لا ينفك يعلن ولاءه المطلق لايران ودعمه التام لها، ووقوفه الى جانبها في وجه ما تتعرض له من ظلم وحصار واعتداء، يرى ان الرياض والخليجيين متواطئون مع واشنطن وتل ابيب في استهدافها به؟

مصادر سياسية مراقبة تقول عبر “المركزية” إن قرار رئيس الجمهورية تمثيل لبنان في القمة عبر الرئيس الحريري، يشكل في حد ذاته بادرة “حسن نية” اذا جاز القول، من قبل بيروت تجاه العرب، يودّ إبلاغهم فيها انه ليس ابدا في موقع العداء معهم. هذا في الشكل، أما من حيث المضمون، فمن المتوقّع، وفق المصادر، ان يعبّر لبنان عن تضامنه مع “الدول العربية كافة” في وجه اي تحد او تهديد يمكن ان يواجهها، مع رفضه تعكير أمنها واستقرارها. وفي موقفه “الفضفاض” هذا، إنّما يرضي الدولَ الخليجية والعربية من دون ان يُغضب اي أطراف اقليمية أخرى أو محلية.

اما الورقة الاقوى التي يحملها الحريري في جعبته، والتي سيحصّن نفسه وموقفه بها امام العرب والخليجيين، فهي اعتماد لبنان الرسمي سياسة النأي بالنفس عن النزاعات الخارجية. فهو سيشدد، بحسب المصادر، على ان هذا المبدأ مكرّس في خطاب القسم وفي البيان الوزاري، ويفترض ان تنضبط تحت سقفه القوى السياسية كلّها، أما من يخرقها، ويتدخل سياسيا او عسكريا في ملفات خارجية، فليس مغطّى رسميا ولا يحظى لا برضى الدولة ولا بمباركتها.

وفي وقت ستشكل القمة مناسبة يلتقي فيها الحريري القادة العرب مجددا حثّهم على دعم بيروت ماليا في ضوء اقرار الموازنة، وعلى مساندته سياحة واستثمارات، تقول المصادر، ان لا بد من تطمينهم الى ان لبنان لن يكون منطلقا لعمليات تخريبية قد يتعرضون لها ولا لهجمات كلامية و”صواريخ” اتهامية وتخوينية، من بعض القوى السياسية، تختم المصادر.