IMLebanon

الراعي يلاقي البابا في رومانيا: “نحو الوحـدة مـع الأرثوذكس”

يغادر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى رومانيا، لملاقاة البابا فرنسيس في زيارته الرسمية، التي جاءت تلبية لدعوة السلطات الرومانيّة والكنيسة الكاثوليكية في البلاد، والتي تستمر من 31 أيار حتى 2 حزيران المقبل، حاملاً رسالة وفاق إلى هذا البلد الأرثوذكسي حيث لا تزال أقلية الروم الكاثوليك تواجه صعوبات للخروج من المعاناة التي قاستها خلال الفترة الشيوعية.

وقال بيان فاتيكاني، “إنها رحلة رسولية لا يسعها ألا تمتلك طابعاً من السياسة الدولية”، حيث “تأتي قبل أقل من أسبوع على التصويت لبرلمان الاتحاد الأوروبي”، والتي “يوشك البابا فرنسيس على القيام بها، إلى الدولة التي ترأس الاتحاد الأوروبي للدورة التشريعية التي تختتم نهاية حزيران القادم”.

وذكر البيان أن “زيارة الحبر الأعظم لن تقتصر على العاصمة بوخارست وحسب، بل ستمتد إلى مقاطعاته المختلفة أيضًا، من مولدافيا إلى ترانسيلفانيا، وحتى الأقاليم الواقعة على الحدود مع المجر”، حيث “سيكون حاضرا، رئيس جمهورية هنغاريا يانوس أدر، بشكل غير رسمي، بل كمواطن اعتيادي ومسيحي مؤمن”.

وقال البابا في رسالة إلى الرومانيين “ما عانوا من أجله، إلى حد تقديم حياتهم، هو إرث ثمين للغاية ولا يمكن نسيانه”. وبهذا الصدد، قال أمين سر دولة الفاتيكان، الكاردينال بييترو بارولين، إن “البابا سيكون في رومانيا تحت شعار تجاوز الانقسامات، بما فيها تلك التاريخية، للوصول الى ما هو مشترك، وقبل كل شيء من وجهة نظر الإيمان الذي يوحدنا”. وسيقوم البابا فرنسيس هذه المرة برحلة فعلية في أنحاء رومانيا، للقاء الطوائف والاستماع الى مختلف اللغات في هذه المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة، بما في ذلك الأقليات الثماني عشرة التي تعترف بها الدولة رسميا.

ويصل البابا فرنسيس الى مطار هنري كواندا الدولي في بوخارست في الحادية عشرة صباح 31 الجاري حيث يقام له استقبال رسمي، يليه في الثانية عشرة وخمس دقائق حفل استقبال في مدخل القصر الرئاسي cotroceni وزيارة مجاملة للرئيس ولقاء مع رئيس الوزراء، يليه لقاء مع السلطات والمجتمع المدني ومع السلك الدبلوماسي، ثم في الرابعة والربع لقاء مع السينودس الدائم للكنيسة الارثوذكسية الرومانية في البطريريكية، وفي الخامسة عصراً الصلاة الربانية في الكاتدرائية الارثوذكسية الجديدة ويختتم في السادسة والربع بالقداس الالهي في كاتدرائية القديس يوسف الكاثوليكية.

السبت 1 حزيران يحتفل البابا في الحادية عشرة والنصف صباحاً بالقداس الالهي في مزار سومولو – سيوك ويزور في الخامسة وخمس وعشرين دقيقة كاتدرائية سيدة ملكة إياسي في إياسي، يليه في الخامسة وخمسة وأربعين دقيقة اجتماع مريمي مع الشباب والأسر في الساحة أمام قصر الثقافة في إياسي.

اما الاحد 2 حزيران، فيحتفل البابا في الحادية عشرة صباحاً بالقداس الالهي الذي يتخلله تطويب سبعة أساقفة شهداء كاثوليك في ميدان الحرية في بلاج، يليه في الثالثة وخمس وأربعين دقيقة لقاء مع جماعة “روم” في بلاج، وتختتم الزيارة في الخامسة وعشرين دقيقة بحفل وداع في مطار سيبيو، يعود بعدها البابا الى الفاتيكان.

ويشارك البطريرك الراعي في القداسين الالهيين اللذين سيحتفل بهما البابا. ويرافق الراعي في زيارته المطران ميشال عون كونه مطران الموارنة في رومانيا والمسؤول الاعلامي في الصرح البطريركي في بكركي وليد غياض. وستقتصر زيارته على المشاركات الروحية.

أمّا عنوان هذه الرحلة بحسب بيان صدر، فهو “فلنمشِ معاً”. والدعوة نفسها ترد مرّة أخرى على الشعار الرسمي الذي يحمل ألوان العلم الوطنيّ (الأزرق والأصفر والأحمر)، والذي يمثّل العذراء مريم وهي توحّد الشعب بين ذراعَيها: “شعب الله الموجود في رومانيا يسير تحت حماية العذراء، فيما رومانيا تُدعى غالباً “حديقة والدة الإله”. وزيارة البابا فرنسيس تستعيد هذا التوكيد المريميّ، وتدعو إلى توحيد جميع القوى تحت حماية العذراء. ولطالما حثّ البابا فرنسيس على وحدة القوى المختلفة، وعلى رفض الأنانيّات وإعطاء الدفع للخير المشترك. إنّ خليفة بطرس سيزور رومانيا للدعوة إلى الوحدة ولتثبيت الجميع في الإيمان”.

وتنتظر أكبر مجموعتين من الأقليات العرقية، أي المجريون والغجر الذين ينتمي عدد منهم الى الطائفة الكاثوليكية، الزيارة البابوية بفارغ الصبر. وتسجل أكثر من 110.000 شخص لحضور هذا القداس في كنيسة سومولو تشيوك المريمية (وسط)، التي تعد ايضا موقعا مهما للحج الكاثوليكي، لكن السلطات تتوقع ضعف العدد.

فهل تجني هذه الرحلة ثمارها، وتكون خطوة في رحلة الألف ميل “للسير معاً” نحو وحدة الكنائس؟