IMLebanon

ما لا تعرفونه عن الملح

عندما يتعلّق الأمر بتعزيز نكهات المأكولات التي تُحضّرونها في المنزل، فإنّ أول شيء تُفكّرون في إضافته إلى الطبخ هو الملح. لكن هل تعلمون ما هي هذه المادة تحديداً، وما أبرز أنواعها، ومنافعها، وأضرارها؟
أوضحت إختصاصية التغذية، راشيل قسطنطين، لـ»الجمهورية» أنّ «الجسم بحاجة إلى استمداد جرعة معيّنة من الملح كي يبقى على قيد الحياة، وهو عبارة عن مُركّب كيماوي يُعرف بكلورايد الصوديوم الذي يُعتبر من المعادن المهمّة التي تؤدي دوراً أساساً في الحفاظ على توازن السوائل في الجسم، بالتعاون مع معادن أخرى مثل البوتاسيوم والكالسيوم».

ولفتت إلى أنّ «ملح الطعام يتكوّن من 40 في المئة من الصوديوم، أمّا الباقي فيتكوّن من الكلورايد الذي يشكّل 60 في المئة من ملح الطعام. علماً أنّ المعدل الطبيعي للإستهلاك اليومي للصوديوم هو 2300 ملغ عند الشخص الذي لا يشكو من الأمراض، أي ما يُعادل نحو ملعقة شاي صغيرة من الملح».

أنواع الملح
وقالت قسطنطين إنّ «هناك نوعين من الملح: البحري والصخري. الأول موجود في مياه البحر ويمكن الحصول من خلال تجفيف المياه بالملّاحات المخصّصة. إنه يتميّز بتكوّنه من نسبة عالية من كلورايد الصوديوم ومن معادن أخرى مثل الكالسيوم، والفوسفور، واليود، والمنغانيز. من أشهر أنواعه، الملح البحري الخشن الرمادي اللون الذي يحتوي على عناصر عدة مثل الكبريت، والحديد، والنحاس، والكادميوم. أمّا الملح البحري الناعم فهو مصنّع وتُضاف إليه عناصر أخرى مثل اليود والفلور مرّة ثانية أثناء التصنيع. المشكلة في الملح الناعم الموجود في الأسواق أنه يُعالج بطريقة صناعية كثيرة، فيفقد من خصائصه ومعادنه المفيدة ليبقى الصوديوم الذي يُصبح خطراً عند المبالغة في تناوله».

وتابعت حديثها: «أمّا الملح الصخري فيُستخرج من مناجم الملح، ويُضاف إليه اليود لأنه يخلو منه. يُعدّ من أنقى أنواع الملح لأنه لا يحتوي على الملوّثات والمواد الكيماوية، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على مختلف أجزاء الجسم. يتكوّن الملح الصخري بعد تبخّر المياه المالحة في المسطحات المائية مثل البحار ومصبات الأنهار في المناطق شبه القاحلة عندما تتكوّن رواسب هائلة منه على شكل جبال. إنه يحتوي على 84 من أصل 92 من العناصر الأساسية للجسم، كالحديد، والكالسيوم، والزنك، والبوتاسيوم، والماغنيزيوم، والنحاس.. لذلك فهو يملك فوائد عدة للجسم والبشرة والشعر».

الملح الوردي
وكشفت خبيرة التغذية أنّ «من أشهر أنواع الملح الصخري، ما يُعرف بالملح الوردي أو ملح الهيمالايا، وهو يتميّز بلونه الأحمر الزهري ويتواجد خصوصاً في جبال الهيمالايا، ولذلك لُقِّب بالـ»Himalayan Salt». يتميّز بأنه طبيعي وغير مصنّع، وهو غنيّ بمعادن كثيرة لا يمكن للجسم العيش من دونها مثل الزنك، والكالسيوم، والبوتاسيوم، والحديد، والنحاس، والفوسفور، ويشتهر أيضاً بكثرة احتوائه على كلورايد الصوديوم بنسبة تصل إلى 92 في المئة».

وأشارت إلى أنّ «الملح الوردي يملك فوائد كثيرة، أبرزها أنه غنيّ بالبوتاسيوم وفقير بالصوديوم لذلك فهو يناسب مرضى ضغط الدم العالي، ويساعد على استقرار الضغط في الجسم. فضلاً عن أنه يسهّل امتصاص المعادن والعناصر الغذائية في الجسم، ويحسّن الدورة الدموية، ويرطّب الجسم ويساعده على استقرار السوائل فيه وطرد السموم منه، ويحسّن النوم، ويضمن توازن الهورمونات، وينظم السكر في الدم، ويُهدّئ الصداع النصفي والتشنّج العضلي.

كذلك يشتهر الملح الوردي بأنه علاج منزلي لاضطرابات الجلد الناتجة من لدغات الحشرات أو الهربس. ويمكن أيضاً استخدامه أثناء الاستحمام لإزالة السموم من الجلد بما أنه يساهم في تقشير خلايا الجلد الميتة ويجعل البشرة شابة ومتوهّجة ونضرة».

لكن في مقابل هذه النقاط الإيجابية، أفادت قسطنطين أنّ «الملح الوردي قليل اليود المعروف بأهمّيته لوظائف الغدّة الدرقية. وبالتالي إذا كان الشخص يعاني من مشكلات في الغدّة، عليه الاستعانة بأنواع أخرى من الملح، حتى وإن كانت هناك منتجات عدة من الملح الوردي المدعّم باليود».

أضرار وبدائل
وحذّرت من أنّ «تناول الملح بكميات كبيرة، وبغضّ النظر عن نوعه، يسبّب مشكلات صحّية كثيرة أبرزها، إرتفاع الضغط الذي يعرّض الإنسان لأمراض القلب والسكتات الدماغية، وخلل في توازن المعادن في الجسم نتيجة احتباس السوائل في الجسم، وأمراض في الكِلى والجهاز الهضمي، وسرطان المعدة، ومشكلات في العضلات والعظام. لذلك يجب تفادي الكميات العالية من الصوديوم المخبَّأ في المنتجات المعلّبة، والشوربة الجاهزة، والصلصات المصنّعة، والسمك واللحوم المدخنة، والأجبان المملّحة، والزيتون، والمخلّلات المكبوسة، والتشيبس، والمكسرات، ومكعبات مرقة الدجاج، والكاتشب».

ودعت في النهاية إلى «استخدام التوابل والأعشاب الطبيعية التي تُشكّل بديلاً للصوديوم، مثل الثوم، والكركم، والأوريغانو، والقرفة، وعصير الحامض… والحرص دائماً على تناول المأكولات الطازجة غير المعلّبة لضمان خلوّها من الملح، والتركيز على الخضار والفاكهة الطازجة لتفادي عبور كميات كبيرة من الصوديوم إلى الجسم».