IMLebanon

السلاح… للدفاع عن إيران!(بقلم رولا حداد)

سقطت كل أوراق التين التي كان يتستّر بها الأمين العام لـ”حزب الله” لتبرير احتفاظه بسلاحه. لم يعد السلاح لتحرير الأرض أو حماية النفط والغاز، وخصوصاً أن هذين الملفين باتا موضع تفاوض بموافقة الحزب مع إسرائيل بوساطة أميركية مباشرة. ولم يعد السلاح لحماية لبنان من الإرهاب الآتي من سوريا بعدما سقط هذا الإرهاب وسقطت معه كل استخداماته.

في إطلالته الأخيرة أعلنها السيد حسن نصرالله علانية ومن دون مواربة: السلاح هو للدفاع عن إيران في حال تعرّضت لأي ضربة أميركية أو غير أميركية. السلاح هو لإشعال المنطقة كلها في حال سوّل الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنفسه اتخاذ أي قرار بضرب إيران.

لم تعد تنفع أوراق التين، أو فلنقل باتت لزوم ما لا يلزم بعدما اتضحت عناوين المواجهات والمعارك المحتملة في المنطقة. لا حساب في هذه المواجهات أو المعارك لا سمح الله لأي مصالح أو اعتبارات أو حتى عناوين لبنانية، فلا شيء يعلو على المصلحة الإيرانية، وتماهي خطاب السيد نصرالله مع خطابات قادة الحرس الثوري الإيراني بات أكثر من مطلوب.

والأهم أن الحقيقة انكشفت وراء كل التسليح الإيراني الحديث لـ”حزب الله”، بدءًا من الصواريخ “بعيدة المدى” التي تطال كل المدن الإسرائيلية، مروراً بالصواريخ الذكير التي تصيب إحداثياتها بدقة، وليس انتهاءً بالطائرات من دون طيار التي تم تزويد “حزب الله” بها تماماً كالحوثيين. وهكذا بات الحزب يتعاطى مع لبنان كرهينة حرب وهو يقف على أرضه التي حولّها إلى رأس حربة في الصفوف الأمامية في أي معركة محتملة ضد إيران. لا بل إن نصرالله لم يتوانَ عن التهديد بضرب المصالح الأميركية والسعودية وضرب إسرائيل في حال ضربت الولايات المتحدة إيران.

نجح “حزب الله” في التأكيد أنه لا ينظر إلى لبنان سوى كجبهة أمامية لإيران في المواجهة مع الغرب والعرب على حدّ سواء، وعناوين أي معركة محتملة مع إسرائيل لم تعد تتعلق لا بتحقيق “توازن ردع” ولا بحماية لبنان ولا بتحرير القدس، بل تتعلق حصراً بحماية إيران في أي مواجهة محتملة. والأخطر أن السيد نصرالله عندما يلوّح باحتمال إنشاء مصانع لتصنيع الصواريخ الذكية إنما يفعل ذلك من باب التهويل أيضاً لإعطاء طهران أوراق إضافية في أي مفاوضات محتملة مع واشنطن، بغض النظر عن وجود هذه المصانع أو عدم وجودها، وبغض النظر عن قدرته على إنشائها من عدمه!

في الخلاصة، بعد خطاب السيد نصرالله الأخير لم يعد من الجائز التعاطي مع “حزب الله”، بأي شكل من الأشكال، كحزب لبنان أو جزء من المعادلة الداخلية، بل بات التعاطي واجباً إنطلاقاً من أن الحزب يأخذ البلد المنهك كرهينة لا حول لها ولا قوة في قلب صراع إقليمي ودولي من شأن انطلاق أي شرارة منه أن تحرق الأخضر واليابس من دون أي يكون للبنانيين شعباً ودولة ومؤسسات أي قرار أو رأي في كل ما سيجري!

حمى الله لبنان، ورجاءً على الأقل ارحموا عقولنا من اليوم فصاعداً من معزوفة “المقاومة” البالية!